محاولة تسييس انتخابات العقيبة: حرف الأنظار عن خسارة التيار والاتحاد

entikhabet baladiye

بدا لافتاً للانتباه انشغال الكثير من الأوساط بتسليط الضوء على نتائج الانتخابات البلدية والاختيارية في بلدة العقيبة في كسروان، بشكل مبالغ فيه.

ومع أن البلدة خاضت انتخابات تداخل فيها العائلي بالمناطقي بالحساسيات المحلية والشخصية، إسوة بمعظم البلدات في جبل لبنان، الاّ أن التركيز على العقيبة، ومحاولة تسييس نتائجها، ينحصر كونها بلدة النائب في تكتل الجمهورية القوية شوقي الدكاش.

ولعل التركيز على العقيبة يأتي كون الدكاش نجح في “تطرّيز” انتخابات عشرات البلديات الكسروانية، وفي طليعتها جونية، وساهم إلى حدّ بعيد في تأمين أرجحية للفوز باتحاد بلديات كسروان الفتوح. ففتحت عليه “أبواب الجحيم”، حرفاً للأنظار عن الخسائر الكبيرة للتيار الوطني الحر في كسروان – الفتوح.

وفي الوقائع، فإن الدكاش حاول التوصل إلى توافق في بلدته، مقدماً التنازلات لتجنيب البلدة معركة “أهلية بمحلية”، الاّ أن التيار الوطني الحرّ منع التوافق فانقسمت البلدة بين لائحتين.

لكن ما كان صادما هو موقف الكتائب الذين أصروا على خوض المعركة في وجه الدكاش وتحالفوا مع خصومهم السياسيين في ائتلاف واسع ضمّ إلى الكتائب التيار الوطني الحر وحتى من هم على خلاف جوهري عقائدي تاريخي معهم. فكانت نتائج العقيبة.

وقد حرص الدكاش، طوال الوقت، على عدم زج القوات اللبنانية في المعركة في محاولة للحفاظ على طابعها العائلي، حتى لا ينتج لاحقاً شرخ كبير بين ابناء العقيبة على خلفيات سياسية. ولذلك عشية الانتخابات وقبل اقفال صناديق الاقتراع دعا من على منصة اكس إلى خوض الانتخابات “بكل روح تنافسية ديموقراطية مترفعين عن أي حساسيات وصراعات شخصية. فبعد الانتخابات سيبقى الناس أهل وأصدقاء وجيران وأبناء بلدات واحدة. فإلى المنافسة على الخدمة ولنحترم جميعاً إرادة الناس”.

وبالترفع نفسه، بعد صدور النتائج كتب “انتهت الانتخابات البلدية والاختيارية واليوم فجر جديد. لأهلي ورفاقي في العقيبة الذين لم يوفقوا أقول: هي جولة في معركة طوبلة لخدمة بلدتنا وأهلها. ولمن فازوا: مبروك. المحك في العمل بشفافية لصالح الإنماء والانجاز. وتبقى العقيبة أمانة. مصلحتها ومستقبلها للجميع، وفوق الجميع”.

لكن نتائج العقيبة تخضع للتدقيق من اللائحة المدعومة من الدكاش. ويعتبر أحد الذين ترشحوا عليها أن “هذه الانتخابات كشفت أوراق الجميع. حتى بعض من يفترض أن يكونوا من الأصدقاء والحلفاء في السياسة خذلونا، ولم يلتزموا بتعهداتهم. والأرقام تكشف ذلك بوضوح. بالتالي، حين يتكتل في مواجهة لائحتنا الجميع في السياسة والشخصي والحسابات الصغيرة فنحن لا نعتبر أنفسنا الاّ منتصرين. طوينا الصفحة وما يهمنا أن ينطلق العمل لصالح العقيبة وأبناء المنطقة”.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: