Search
Close this search box.

الحرب في أوكرانيا ومحنة النظام العالمي

3-17-800x549

في اليوم الخامس والثمانين من الحرب الروسية على اوكرانيا ينغمس الغرب اكثر فاكثر في هذه الحرب الى جانب اوكرانيا ضد الروس .

فبالاضافة الى تعاظم المساعدات العسكرية الاوروبية والاميركية لاوكرانيا و فصول مجريات انضمام فنلندا والسويد الى الناتو وفصول الاعداد لهذا الانضمام تطورات المواجهة الديبلوماسية بين موسكو والاوروربيين مع سلسلة تبادل طرد الديبلوماسيين من الجانبين .فبعدما طردت بعض العواصم الاوروبية ديبلوماسيين روس مع تعاظم العمليات العسكرية الروسية داخل الاراضي الاوكرانية، اذا بموسكو ترد بطرد ٢٧ ديبلوماسياً اسبانياً و٢٤ ديبلوماسي ايطالي و٣٤ ديبلوماسياً فرنسياً على خلفية تصنيف موسكو لتلك الدول على انها غير صديقة للاتحاد الروسي .حركة طرد الديبلوماسيين تؤشر الى منعطف خطير يزيد من عزلة موسكو عن الاتحاد الاوروبي التي باتت تنظر اليه على انه معاد لها وطرفاً في النزاع علماً أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حتى نهاية شهر حزيران المقبل كان الوحيد الذي لا يزال يتولى التواصل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رغم كل الانتقادات التي يوجهها شركاؤه الاوروبيين الغربيون والرئيس الاوكراني فولودومير زلنسكي لنهجه الحواري مع الرئيس بوتين والذي لم يحقق بنظرهم اية منفعة الى الان، إذ ان الرئيس الروسي مصمم على المضي قدماً في مخططاته رغم التواصل الديبلوماسي .

يتزامن هذا التصعيد السياسي الديبلوماسي الروسي الغربي مع تصعيد روسي على اكثر من محور سواء في اوكرانيا او خارجها كمثل اطلاق روسيا لاول مرة صواريخ على الطيران الاسرائيلي فوق سوريا منذ يومين حيث تعتبر سابقة مقلقة تؤشر الى تدهور في العلاقات بين روسيا واسرائيل ، وتحاكي التدهور مع حلف الناتو والولايات المتحدة الاميركية والاتحاد الاوروبي .من ينظر الى المشهدية الدولية الحالية انطلاقاً من حرب اوكرانيا وتداعياتها واتهامات الاميركيين والغرب الروس بمحاولة تجويع العالم بفعل عرقلة او منع تصدير القمح والمواد الغذائية من موانىء البحر الاسود، يستخلص ان النظام العالمي الذي يتهاوى قانونه الدولي الضامن لسيادة الدول ومنع اللجؤ الى القوة في النزاعات الدولية ، انما ينحو منحى تصاعدياً وتصعيدياً من شأنه أن ينقل الحرب الى اكثر من مكان على مساحة الاقاليم الحساسة وحيث التماس بين روسيا والغرب وبخاصة الاميركيين .

فاهم ما رشح الى الان من حرب اوكرانيا وتداعياتها هذا التوجه الدولي نحو فوضى عالمية والتي تقلق مصالح الدول العظمى وحساباتها الاستراتيجية والاقتصادية الحيوية .فالعالم اليوم امام استثناء قانوني ونظامي وانساني في اوكرانيا حيث سقطت الحماية للشعوب بفعل تنامي الخوف والحذر المتبادلين بين الافرقاء : فروسيا تخاف من الناتو على حدودها والاوروبيون يخافون من روسيا امبراطورية توسعية والاميركيون يخافون من فقدان آحادية سيطرتهم على العالم وقيادتهم الاحادية له والصين خائفة من تنامي الحرب في اوكرانيا بما يورطها في مواقف واستراتيجيات هي بغنى عنها وباتت وفي ضؤ فشل الغزو الروسي النسبي الى الان لاوكرانيا تعيد حسابات مواجهتها مع الولايات المتحدة دون ان تتخلى الى الان عن حليفها الرئيس بوتين .فهل نذهب في خضم كل هذه الضبابية نحو حرب شاملة ؟الاشهر القليلة المقبلة مفتوحة على كل الاحتمالات ولا سيما العسكرية والتصعيدية ليس في اوكرانيا وحسب لا وفي الشرق الأوسط أيضًا .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: