بِ الاخبار

والنعم بـ “العلاقات الأخوية” فخامة الجنرال

“العلاقات الاخوية التي تجمع بين لبنان وسوريا ترجمت دائماً في وقوف القيادة والشعب السوريين الى جانب لبنان”، موقف أطلقه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال استقباله القيادة الجديدة لحزب “البعث” في لبنان. إنه موقف جديد صدر في 14/12/2021 ولكنه بالطبع ليس بجديد على الجنرال بعد إنتقاله في العلاقة مع سوريا من ضفة فائض العداء الى ضفة عناق الاحباء في ظل رفض عون تسمية ما كان بينه وبين سوريا بـ”العداء” وإعتباره “أن المسألة كانت مجرد خصومة”.

رغم تكرار عون بعد العام 2005 مراراً لهذا الموقف الذي يعطي صك براءة لكل الاجرام الذي ارتكبته سوريا بقيادة الاسد الأب والإبن بحق لبنان وشعبه – وهو الذي طالب في 3/12/2008 عقب زيارته بشار الاسد من اللبنانيين الموجودين في بيروت “الاعتذار من سوريا أولاً” – لكنه يبقى موقفاً مستفذاً لكل سيادي في لبنان.

لن نعود الى ما قبل جلاء جيش الاسد عن لبنان في 26 نيسان 2005 وممارساته الاحتلالية أكان في زمن حرب الـ75 أو في زمن الطائف ولن نعود الى الجنرال عون قبل العام 2005 يوم شنّ ما أسماها حرب التحرير وإدعى انه سوف “يكسّر رأس حافظ الاسد” و “يهزّ المسمار”، ولا الى شهادته في الكونغرس الاميركي ومساهمته في ولادة “قانون محاسبة سوريا” عام 2003 ، ولا الى محاضرته في ذلك العام في “مؤسسة الدفاع عن الديمقراطية” في واشنطن حيث اتهم سوريا بأنها “تلعب دور الإطفائي المهووس، فتزرع الفتن بين اللبنانيين حتى تؤمّن استمرارية الحاجة إلى وجودها” ولن نسأله عن مصير المعتقلين في السجون السورية.

لكننا نتوجه الى فخامة الرئيس ميشال عون الواقف في ضفة “عناق الاحباء”، ونسأله ماذا عما بعد العام 2005؟ عن أي علاقات أخوية وأي وقوف للقيادة والشعب السوريين الى جانب لبنان يتحدث؟!

هل “العلاقات الاخوية” تكون بإخراج النظام السوري للاردني شاكر العبسي من سجونه وتصديره الى مخيم نهر البارد في لبنان عام 2007 ليترأس “فتح الاسلام” ويشتبك مع الجيش اللبناني الذي قدم أكثر من 170 شهيداً في مواجهته رغم “الخط الاحمر” الذي وضعه أمين عام “حزب الله” على المخيم؟!!

هل “العلاقات الاخوية” تكون بإنتهاك السيادة اللبنانية وخطف المعارضين السوريين بعد العام 2011 وفي مقدمتهم القيادي شبلي العيسمي؟!

هل “العلاقات الاخوية” تكون بإرسال نظام الاسد بناء على تخطيط رئيس جهاز الأمن السوري اللواء علي مملوك العبوات المفخخة من سوريا الى لبنان مع ميشال سماحة الذي قبض عليه عام 2012 بالجرم المشهود؟!

هل “العلاقات الاخوية” تكون بتفجير مسجدي التقوى والسلام في طرابلس عام 2013 وقتل 49 مصلياً وجرح نحو 800 مواطن وقد أظهر التحقيق أنّ ضابطين في المخابرات السورية هما النقيب في فرع فلسطين محمد علي علي والمسؤول في فرع الأمن السياسي ناصر جوبان من خطط وأشرف على العملية؟!

… والنعم بهذه “العلاقات الأخوية” فخامة الجنرال، إنها علاقات سفاح قربى، إنها دم هبيل يصرخ بوجه أخيه قايين!!! فيا ليت قبل “وقوف القيادة والشعب السوريين الى جانب لبنان” – كما تدعي – تقف القيادة الى جانب شعبها السوري اللاجئ الى لبنان وتتوقف عن عرقلة عودته الى أرضه وليهدك هذا الانجاز صديقك أو شقيقك الأسد يا جنرال.

لمتابعة أهم الأخبار والأحداث على مجموعاتنا عبر واتساب:  إضغط هنا