لطالما شكّل قضاء الكورة مداً حيوياً بنظر تيار “المردة” وآل فرنجية. ففي زمن الحرب – وتحديداً في تموز 1984 – خاض “المردة” مواجهات عسكرية شرسة مع ميليشيا الحزب “السوري القومي الاجتماعي” وصولاً الى فرض سيطرته على كوسبا وكفرعقا وبصرما وضهر العين ومناطق أخرى في الكورة، سيطرة دامت حتى توقف المدفع مع إتفاق “الطائف”. وفي زمن السلم، كانت عين “المردة” دوماً على الفوز بأحد مقاعد الكورة النيابية عبر حلفائه من أجل تعزيز حجمه السياسي. كذلك، شكّلت أرض الكورة خط الدفاع الامامي للتصدي لعودة “القوات اللبنانية” بفاعلية بعد “ثورة الارز”، حيث شهدت حوادث دموية بين الطرفين قبل ان ينتقلا الى تهدئة تكرست رسمياً بالمصلاحة التي رعتها بكركي بينهما في 14/11/2018.اليوم أكثر من أي يوم مضى ينصبّ جهد “المردة” على إستنهاض قواعده وإختيار المرشح الذي سينضوي في كتلته بعد وفاة حليفه التاريخي النائب فايز غصن صهر النائب السابق باخوس حكيم حليف سليمان فرنجية الجد وكذلك على نسج التحالفات في الكورة أحد الاقضية الاربعة في دائرة الشمال الثالثة من أجل الحد المتوقع لحواصله وفق قانون 2017 للانتخابات أو ما يعرف بـ”قانون جورج عدوان” بفعل خسارته حلفين وازنين في قضاءيهما أردفاه بالأصوات وفشلوا بالفوز هما النائب السابق بطرس حرب في البترون والذي يمهّد لتوريث إبنه مجد والمرشح وليم طوق وريث النائب السابق جبران طوق في بشري إذ من المستحيل العثور على حلفين له بوزنهما في هذين القضائين.وفي معلومات خاصة أن الوزير السابق سليمان فرنجية أعلن في أوساطه عن تبني ترشيح السيد فادي غصن شقيق النائب الراحل فايز غصن بعد زيارته بنشعي لشكر فرنجية على وقوفه الى جانب العائلة في مصابها. كما تفيد المصادر بأن غصن الموجود خارج البلاد سيعود في مطلع العام 2022 لبدء تحضيراته للمعركة الانتخابية.كذلك، تشير المصادر الى ان فرنجية اتصل بالوزير السابق لـ”المردة” ميشال نجار الذي إستلم منصباً رفيعاً في الجامعة الاميركية في مالطا وطلب منه كونه إبن الكورة الوقوف الى جانب غصن في ترشيحه. إلا أن عاملاً قد يدفع “المردة” الى إعادة خلط اوراق ترشيحاته في الكورة وهو موقف نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري خصوصاً في ظل العلاقة الجيدة بين “المردة” و”التيار المستقبل” ولكن الاخير لم يتضح موقفه بإنتظار الاعلان رسمياً عن خيار رئيسه سعد الحريري في الانتخابات المقبلة. ففي المعلومات ان نجل مكاري ينسق مع رئيس “حركة الاستقلال” النائب السابق ميشال معوض لترشيح الدكتور إميل فياض. كذلك، هناك علاقة وطيدة بين ابن شقيق مكاري السيد جواد المعروف بـ “جودي” والنائب طوني فرنجية الذي كان إختاره ليكون عرّاب إبنته، وهو تمنى عليه المساعدة في المعركة الانتخابية فكان الجواب وفق مصدر مطلع ان العائلة على إستعداد لذلك بمن فيهم عمه فريد بشرط ترشيح “المردة” للوزير السابق نجار ومنحه أصواته التفضيلية، مع الإشارة الى ان علاقة مصاهرة بين الاخير وآل مكاري فشقيقته تكون زوجة شقيق نائب رئيس مجلس النواب السابق فريد مكاري.فهل طرح آل مكاري جدّي أم هو بحث عن حجّة لعدم الدخول في تحالف مع “المردة”؟ كذلك، رغم التوجّه لتكرار سيناريو تحالف العام 2018 بين “المردة” و”القومي”، هل سيكون هناك إنعكاس للشرذمة التي يشهدها الأخير على حجم اصواته التي ستصب في صناديق الإقتراع؟ هل بإمكان فادي غصن أن يحصد نفس الاصوات التي كان يتمتع بها شقيقه؟ أسئلة ستحدّد الإجابات عليها وضعية “المردة” في الكورة، من دون أن ننسى أن هاجسه يبقى في حال لم يحصد إلا حاصلين ألا يكون أحدهما في الكورة لأن خسارة مرشحه فيها أقل وقعاً من إكتفائه بمقعد واحد في معقله قضاء زغرتا.