Search
Close this search box.

كابوس اللبنانيّين داخل أحلام حزب اللّه…

161026561_4192407040820402_6794328122907240085_n

كتب فريدريك خرّاط
يتخبّط لبنان في أزمات على أنواعها، لم يسبق له أن مرّ بمثيلاتها من حيث تشعّبها من قبل، حتى في أحلك ظروف الحرب، وهي أزمات تفوق قدرته على حلّها ولو على الطريقة اللبنانية “بالتي هي أحسن” أي بالترقيع كما في السابق.
أزمات تنذر بالأسوأ وتبشّر بالإنفجار الشعبي حيث لم تعد تجدي ترقيعات الطبقة الفاسدة: أزمة إقتصادية خانقة، نسبة فقر تخطّت نصف الشعب اللبناني، بطالة في كل القطاعات، وهجرة من كل المجالات، أطباء، صحافيين وأخيراً قضاة، تفجير مرفأ وضحايا بالمئات، والتحقيق مكانك راوح، تهريب وحدود سائبة، تفلّت أمني، سعر صرف الدولار يتخطى ال ١٢٠٠٠ ليرة، أزمة فيول وكهرباء، وانقسام شعبي حاد، كما احتجاجات وقطع طرقات، وزد على كل ذلك ثورة مفككة.
أما على الصعيد السياسي، فعزلة دولية وعربية، ولا حكومة ولا من مؤشر يبشر ببوادر جدية لتشكيلها في الوقت القريب، خمول وجمود سياسي قاتل لدى الرؤساء، حيث يتمترس كل واحد خلف مصالحه وفي قصره وخلف حجج لم تعد تهم اللبنانيين. يقف الرئيس المكلف سعد الحريري على ضفة النهر منتظراً نتائج الضغط الفرنسي على سلطة لا مبالية، ورئيس الجمهورية ميشال عون على الضفة المقابلة في سبات على كرسيه منتظراً إشارات جبران باسيل بأوامر من حزب الله وكيل القرار الإيراني في لبنان.
ينتظر اللبنانيون حلّاً من سلطة أشبه بصورة، سلطة محكومة لا تحكم بأمرها، أغراها الفساد والصفقات. سلّمت أمرها وأمر شعبها إلى حزب مسلّح يُحكم قبضته عليها وعلى الوطن، يأخذ لبنان إلى ما يأمره به مرشد الجمهورية الإيراني. سلطة تغطّي حزباُ مسلحاً يعمل جاهداً لتدمير الشعب اللبناني لإلهائه بيومياته ومشاكله وتهجيره، ليسيطر على مفاصل الدولة، ويحوّل لبنان جزءاً من مشروع عقيدته، مشروع الدولة الإسلامية، “ولاية الفقيه”. ومن الواضح أن حزب الله هو اللاعب الوحيد على الساحة اللبنانية الممسك بزمام الأمور وما من حدث يحصل إلا برضاه، حتى الأزمات والاحتجاجات. فمن يبحث عن الحل ليعلم أين المشكلة أولاً! فكل المشاكل التي وصل إليها لبنان لم تكن وليدة الصدفة، بل أهداف من تدمير ممنهج، عمل حزب الله جاهداً لتحقيقه، ولن يتخلّى عنه بسهولة. اللبنانيون يعيشون كابوسهم في كنف أحلام حزب الله!
لا شك أن ما من إشارة تبشر بالحل القريب وأن الأزمة تتفاقم والأنفجار سيحصل لا محالة، لكن متى وكيف سيكون الحل؟ وهل سيبقى مصير لبنان وشعبه مرتبطاً ومرهوناً بيد ومصير حزب الله؟ أم أن المشكلة والحل في مكانٍ آخر؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: