Search
Close this search box.

لقاء بعبدا قلب كل المقاييس لتطويق الرئيس المكلف…!

164903015_4217749064952866_1480802488606066082_n

✒️كتبت صونيا رزق

اللقاء المنتظر الذي إتجهت اليه الانظار يوم الإثنين، بعيون لبنانية متعطشة الى انتشال الوطن المتدحرج نحو قعر الهاوية، أتى مخيّباً للآمال. بضع دقائق كانت كفيلة لكسر الجرّة السياسية نهائياً بين بعبدا وبيت الوسط، والنتيجة خروج الرئيس المكلف سعد الحريري من القصر الرئاسي، بملامح الغضب والذهول…
اذاً النتيجة لا حكومة ولا اتفاق، بل عودة الى نقطة الصفر، بغياب أي ترميم طالما لا تزال الشروط سيّدة الموقف، خصوصاً شرط الثلث المعطل المرفوض من أكثرية الأطراف، والذي يقف حجر عثرة أمام التشكيلة، لأنّ الرئيس الحريري من سابع المستحيلات أن يقبل به ، كما أن إعتذاره غير وارد على الإطلاق، على الرغم من أنّ فحوى اجتماع بعبدا أطلق رسالة واضحة الى الحريري عنوانها: “إعتذر… لا أريدك في السراي”.
هذا اللقاء العاصف سببه ورقة “منهجية” أرسلها عون للحريري، إستهلت بمخاطبته على أساس كونه “حضرة رئيس الحكومة السابق” وليس الرئيس المكلف، كما أنّ فحوى الرسالة أغضب الحريري بالشكل والمضمون، اذ إعتبرها إستفزازاً بقصد دفعه الى الإعتذار، وعلى الرغم من ذلك بقي على الموعد وتوجّه الى بعبدا، حاملاً البيان الذي تلاه إثر اللقاء، الذي بدأ ببضع كلمات توجّه بها الى رئيس الجمهورية بالقول:” أنت أرسلت لي هذه الورقة وأنا لا أقبل أن أعبيّ أسامي” فرد عليه عون: ” أنت الرئيس المكلّف الذي يسمّي أسماء الوزراء، وأنا رئيس شريك”، فأجابه الحريري: “أنا أشكّل الحكومة وأنت تصدر مراسيمها”.
مع هذه النتيجة الكارثية وعملية خلط الأوراق الحكومية من جديد، لا بدّ من التذكير بأنّ تمسّك الرئيس المكلف بحكومة اختصاصيين، ليس مجرد تشبّث برأي، أو تمسّك بأحقية التشكيل كما ينص الدستور، فحكومة الإختصاصيين هي مطلب شعبي يتلاقى مع صرخة إنتفاضة “17 تشرين” التي أعلنت عدم الثقة بالطاقم السياسي الحاكم، ومن ثم أتى انفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، ليزيد في تمسّك المواطنين بموقفهم الرافض لعودة رموز ذاك الطاقم الى الحكم، كما أنّ حكومة الإختصاصيين هي بند أساسي في المبادرة الفرنسية التي عرضها الرئيس إيمانويل ماكرون على ممثليّ القوى السياسية في المجلس النيابي، ونال موافقتهم عليها بالإجماع، وهي مطلب عربي ودولي، وتشكيلها شرط للحصول على دعم المجتمع الدولي، ومنظماته المالية في البنك والصندوق الدوليّين، إضافة الى أنها تعاود انفتاح العالم العربي على لبنان خصوصاً الدول الخليجية لتقديم الدعمين المالي والإستثماري.
إنطلاقاً من هنا، نستذكر أيضاً، كيف فتحت السعودية أبواب العمق العربي للرئيس ميشال عون بعد انتخابه رئيساً، لكنه للأسف لم يحافظ كما يجب على تلك الثقة العربية، فأكمل دفع الفواتير لحزب الله وإيران في لبنان والمحافل الدولية، مدافعاً عن السلاح غير الشرعي، كما “غضّ” النظر عن الإعتداءات التي تتعرض لها المملكة من قبل إيران.
في الختام يمكن القول:”حسناً فعل الرئيس الحريري بكشف صيغته الحكومية بالأسماء والمواقع، فهو وضع اللبنانيّين أمام حكومتهم الممنوعة، التي تضمّنت أسماءً ووجوهاً تلقى التقدير والإحترام في غالبيتها، ولن يكون سهلاً تقديم التبريرات مهما كانت، لرفض تلك التشكيلة تحت أية ذريعة. وربما كان من الأفضل إعلان اسمائها في وقت سابق، لكن إعلانها اليوم كان ضرورياً، اذ شكلّت صدمة إيجابية تشبه تلك التي أحدثها الرئيس الراحل فؤاد شهاب، لدى تشكيله الحكومة الرباعية في بداية عهده، فأنتجت المؤسسات وجعلت العهد مثالاً يُحتذى به.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: