كتب شفيق بن علي:
بعد اجتياح قطاع غزة بدأت عمليات هضم القطاع من قبل إسرائيل التي من بدأت وبتحريض ودعم من اليمين الديني المتطرف خطط تقليص مساحة الضفة الغربية بحيث يصبح شعار من البحر الى النهر شعار الصهاينة وليس شعار الفلسطينيين.
إن الاجتياحات المستمرة لمناطق الضفة يندرج في سياق حملة لـ”تقويض منهجي وتدريجي للسلطة الفلسطينية، تماشياً مع ما يجري في قطاع غزة، بما يضمن ضرب أي أسس لدولة فلسطينية مستقبلية (وبالتالي يختفى مبرر وجود حل الدولتين)، بموازاة تعزيز الاستيطان والسيطرة الشاملة على الضفة وتهجير فلسطينيي الضفة الى أماكن قرب الحدود مع الأردن.
إن ما تهدف إليه إسرائيل ومن ورائها اليمين الديني التطرف هو تحويل السلطة في الضفة الى سلطة بلديات وكيانات بديلة بدل السلطة الفلسطينية. ويرشح أن الاحتلال يخطط لثلاث صيغ في الضفة:
الأولى، “صيغة الحسم الأمني” في شمال الضفة.
الثانية، بين الأمني والسياسي في وسط الضفة (رام الله وأريحا وضواحي القدس).
الصيغة الثالثة المتعلقة بجنوب الضفة، تعتمد على حكم العشائر والعائلات الكبيرة.
وهذا المخطط ليس فقط للمناطق “ج”، التي ينتشر فيها الاستيطان وتسيطر عليها إسرائيل، بل أيضا للمناطق “ب”، التابعة للسلطة الفلسطينية بغية القضاء على أي إمكانية لـ”حل الدولتين وحصر الفلسطينيين في مناطق قريبة من الأردن ربما لتهجيرهم إليه لاحقا وتحقيق شعار إسرائيل من البحر الى النهر.