يتوجه أهالي الشمال وعكار إلى صناديق الإقتراع يوم الأحد للإدلاء بأصواتهم. وتخاض الإنتخابات في كل بلدة ومدينة، وإذا كانت الزعامة الضائعة هي عنوان التنافس في البلدات ذات الأغلبية السنية، إلا أنّ الشمال المسيحي يشهد معارك كبرى تمتد في كل بلدة ومدينة.
يضمّ الشمال المسيحي أقضية البترون وبشري والكورة وزغرتا، ويتميز بقوة الروابط العائلية، لكن على رغم من هذه الروابط إلا أن السياسة تحضر بقوّة.
ويشكل الشمال المسيحي الإمتداد الطبيعي لجبل لبنان، فقد تمّ سلخ هذه الأقضية الأربعة عن الجبل بعد ولادة لبنان الكبير وضموا إلى محافظة الشمال.
وفي السياق، تدخل السياسة كعامل أساسي في الإنتخابات، وإذا دخلنا بكل قضاء بقضائه نكتشف أن المعركة على البلديات لكن العين على الإتحاد. وما بين السياسة والإتحاد لكل قضاء خصائه.
البداية من البترون التي تشكّل همزة وصل بين جبل لبنان والشمال المسيحي، في هذا القضاء يحاول رئيس “التيار الوطني الحرّ” النائب جبران باسيل تركيز حضوره بعد التراجع الكبير الذي عرفه تياره، وتخاض معارك ضارية في الجرد والوسط والساحل، وكان تحالف “القوات اللبنانية” مع المحامي مجد حرب و”الكتائب اللبنانية” هو السمة البارزة للمعركة، إذ يعطي الأرجحية للحسم في بلدات كبيرة مثل تنورين والجوار، بينما هناك معارك على بلديات صغيرة سيكون صوتها حاسم في معركة الإتحاد الذي كان باسيل يسيطر عليه.
من البترون إلى بشري معقل “القوات اللبنانية”، في هذا القضاء نجح الحزب في صياغة تفاهمات وفاز عدد كبير من البلديات بالتزكية، وهناك معركة في بشرّي المدينة وبلدة برقاشا، وحسم “القوات” باكراً معركة الإتحاد.
ويحاول حزب “القوات” في الكورة ذات الرمزية الأرثوذكسية تعويض خسارة الإتحاد في إنتخابات 2016، ونسج تحالفات قوية، وتقدّم في بعض البلديات المهمة مثل كفرعقا وكوسبا، ونتيجة التحالفات وتراجع كل من تيار “المرده” و”التيار الوطني الحرّ” وتشرذم الحزب “السوري القومي الإجتماعي” فهذا الامر يمنحه أرجحية للفوز في الإتحاد.
ولا يختلف وضع قضاء زغرتا عن جيرانه، وإذا كانت الأرجحية في بلدية المدينة لصالح تيار “المرده”، إلا أن القضاء سيشهد معارك قوية أبرزها في رشعين وارده وعلما ومزيارة وسبعين، وصاغ “المرده” تحالف مع “التيار الوطني الحرّ” والنائب السابق سليم كرم واسطفان الدويهي، في حين يعمل تحالف حركة “الإستقلال” و”القوات اللبنانية” والنائب السابق جواد بولس للفوز بأكبر عدد ممكن من البلديات والفوز تلقائياً برئاسة الإتحاد.
إذاً، تنزل القوى المسيحية إلى معارك الشمال لتحقيق اكبر عدد من المكاسب، ويخوض “المرده” و”التيار الوطني الحرّ” قتالاً تراجعياً بينما تتقدّم القوى السيادية على الأرض، وبالتالي ومهما كان الطابع العائلي يطغى إلا أن هذه الأقضية من أكثر الأقضية في لبنان المسيسة.