Search
Close this search box.

“تكويعة جبران” الرئاسية تطرح تساؤلات… كم ستدوم؟

WhatsApp-Image-2024-06-10-at-2.25.48-PM

كتبت صونيا رزق،

فجأة أطلق رئيس”التيار الوطني الحر” جبران باسيل “تكويعته” الرئاسية، في ظل إزدحام المبادرات من الداخل والخارج، فسارت على خط مبادرتي “الاعتدال الوطني” و”اللقاء الديموقراطي”، مع إنفتاح لافت على الخصوم والغزل المسيحي، لترطيب الاجواء بعد تدهور العلاقات السياسية بين باسيل والاحزاب المسيحية.

اذ بات التيار البرتقالي وحيداً بعيداً عن أي حليف مسيحي، ما جعله في مسار آخر غير مفهوم، خصوصاً بعدما ساءت العلاقة مع الحليف السابق اي حزب الله، لتستقر مع الحليف اللدود نبيه برّي، ضمن خط يجمع الممانعة مع القليل من المعارضة، بحسب مفهوم رئيس” التيار”، لذا يسيطر التأرجح على العلاقة الثنائية المستجدة بعد طول غياب بين برّي وباسيل، وإن كانت في الظاهر تبدو في احسن حالاتها، لكن الكواليس السياسية تؤكد أن الرجلين لا يرتاحان لبعضهما، لأن “الطلعات والنزلات” السياسية تسود  علاقتهما دائماً، وبالتالي فالمصيبة تجمعهما احياناً وتفرقهما المصالح الخاصة حين تطفو. اما مع حزب الله فلا تزال سارية المفعول وإن بطريقة بعيدة عن الاضواء، يعمل عليها رئيس وحدة التنسيق والإرتباط في الحزب وفيق صفا، ويردّ عليه باسيل بحفظ خط الرجعة، لانه لا يريد” إغضاب” حارة حريك مهما كان الثمن.

الى ذلك أطلق باسيل مبادرته في الامس من على منبر بكركي، حاملاً شعار”وحدة المسيحيين” الذي لم يتحقق بعد والفضل بذلك معروف لمَن.

رئيس”التيار” منفتح على الشعار المذكور في توقيت متأخر، اذ لم يقم مرة بتخطيّ رواسب خلافات الماضي الاليم، وترميم العلاقات المسيحية، بل كان ينبش القبور في مرحلة كانت وما زالت صعبة، فيما المطلوب مبادرة لجمع الأقطاب المسيحيين، وتوحيد الرؤية والخروج من الخلافات اليومية، وهذا دور البطريركية المارونية على الرغم من المهمة الصعبة او الشبه مستحيلة، التي سيحملها البطريرك الماروني بشارة الراعي من جديد، وبالتاكيد سيّدنا البطريرك لم ولن ييأس بعد من تحقيق هذه المهمة، لتأمين مناخ داخلي يتيح تأمين التوافق بقوة، لأن الخلافات لها بُعد خطر داخل البيت المسيحي.

 في الأمس، بدا باسيل كأنه إجتازها من خلال تصريحه في الصرح البطريركي، قائلاً: “سأتواصل مع الجميع لطرح ورقة بأفكار محدّدة، اذا التزمنا بها تكون لدينا فرصة جدية لجلسات انتخاب فعلية، والتنافس الديموقراطي يبقى افضل من الفراغ، والجهد الذي أقوم به هدفه التفاهم على رئيس توافقي بناء على شرطين، بناء الدولة وحماية لبنان، وهؤلاء الاشخاص موجودون، واذا كنا فعلاً نريد انتخاب رئيس يجب ان نسهّل لا ان نصعّب، واوجه دعوة جديدة للقوى المعنية، وعلى رأسها المسيحيون ليوحدوا موقفهم”.

بإختصار باسيل روّج لمرشح ثالث لن يعلن إسمه، بل سيبقى ضمن التأويلات لا أكثر، من هنا ندعوه الى تطبيق إنفتاحه عبر تطبيق شعار وحدة المسيحيين، ليصبح واقعاً لا قولاً، ونستعين بما قاله رئيس تيار”المردة” سليمان فرنجية:” اذا اردنا ان نسير بمنطق “التيار” يجب على باسيل ان يرشح سمير جعجع”.

 وننطلق من هنا للإشادة بذلك، فرئيس حزب “القوات اللبنانية” يترأس اكبر كتلة نيابية مسيحية، ويحق له الترشح الى الانتخابات الرئاسية، وهنا التاريخ يعيد نفسه، اذ كنتم تكرّرون يومياً مقولة ترشيح العماد ميشال عون الى الرئاسة للغاية عينها، وهذا ما جرى وتحقق بعد طول إنتظار وطموح، فوصل عون بأصوات نواب “القوات”، لذا إثبت لنا حسن النيّة إنطلاقاً من هذه الدعوة…

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: