قاسم يُصعّد ويستقوي بـ”عنتريات” ايران!

naim

كتبت صونيا رزق: لم نعد نفهم على الامين العام لحزب الله نعيم قاسم، اذ يبدو هادئاً في بعض الاحيان مع يد ممدودة للتعاون مستذكراً الدولة فجأة، وفي احيان اخرى يطلق الصوت العالي مع نبرة حامية تحوي كل انواع “العنتريات” والاستقواء، كما حصل يوم السبت الماضي على الرغم من انّ المناسبة دينية إختلطت معها العقائد السياسية ضمن مجلس عاشوراء، فكانت الغلبة للشعارات الرنانة التي عادت لتستعيد مجدها وسط السقطات المتتالية، لكن لا عجب فالحزب منتصر دائماً ويعيش الأمجاد ادائماً رافعاً علامات النصر في وجه الجميع، مع فيديوهات متواصلة من جمهوره تؤكد العيش وسط الاطلال والماضي الحافل بالتصدّي واخواته.
بإختصار كان خطاب قاسم حافلاً بالتحدّي”فليجربوننا”، متناسياً انهم جربوهم مراراً وتكراراً والنتيجة معروفة، فلماذا عاد ليستعين بتلك العبارات في هذا التوقيت بالذات؟. ولم ينسَ كالعادة ان يضع كل المسؤولية على الدولة التي لم يحترم وجودها ولم يأخذ برأيها كأسلافه، وكأنه الحزب الحاكم بأمره، مكرّراً الاسطوانة الشهيرة: “على الدولة ان تقوم بواجباتها بالإعمار، متناسياً انّ هذه العبارة تتناقض مع أداء الحزب السياسي والعسكري، الذي أطاح بالدولة اللبنانية غير آبه بوجودها، متجاوزاً مسؤوليها كما جرت العادة، مكرّراً تمسّكه بالمقاومة والسلاح لانهم جماعة “هيهات منا الذلّة”، وهذا يعني غياب كليّ لأي نوع من الديبلوماسية التي لا تتماشى مع الحزب المقاوم حتى النهاية اي الانتصار الابدي.

قاسم حاول شدّ عصب البيئة التي تراجعت نسبة تأييدها للحزب مع توالي “تخبيصاته”، فحاول التحدث بنبرة صارخة، على غرار ما كان يقوم به السيّد نصر الله أثناء خطاباته، فلم يُفلح بسبب غياب “الكاريزما”، لكنه إستمر محاولاً إطلاق الرسائل في اتجاه إسرائيل وبعض الخارج، ليسمع الداخل اللبناني “عنترياته” الايرانية، مختصراً بكلماته عبارة واحدة وجهّها بطريقة غير مباشرة: “ما زِلنا هنا وكل مَن راهن على نهايتنا سقطت كل احلامه، والحزب دخل في مرحلة جديدة تختلف أدواتها وأساليبها، مع التأكيد أنّ اليد ستبقى على الزناد وستطلق النار متى ارتأت قيادتها”.

انطلاقًاً من هنا تبدو قيادة حزب الله وقاعدته الشعبية في ضياع متواصل ومرشح للتفاقم، إلى حين الاعتراف بالواقع العسكري الذي قلبَ وضعه رأساً على عقب، لأنه يرفض تقبّل ما جرى من تغيّرات تستوجب وجود مسار جديد، لا سيّما في ما يتصل بمسألة السلاح والمواقف التي استجدّت بعد حرب الإسناد، لكن هل مَن يعترف بالحقيقة المرّة؟، بالطبع لا… ستبقى الانتصارات وهمية الى ما شاء الله ودائماً بعضلات ايران!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: