الأمين لم يكن أميناً في نقل ما سمعه او شاهده او قرأه او حتى فهمه من خطاب رئيس القوات سمير جعجع من ناحية الجمع لا القطع ومد اليد مصافحة لا رفع السبابة تهديدا والحوار غير المشروط مع الجميع في المواضيع حتى لو تطرقت الى تغيير جذري في النظام والدستور والأمين لم يكن أميناً اذ انه لم يقارن دعوة الحكيم الصادقة للشراكة الحقة مع دعوات نصر الله للبنانيين جميعاً بالقبول صاغرين مجبورين بقرارات حزبه في حربه وسلمه استنادا الى صلاحية الولي الفقيه في إيران على حزبه حصراً.
لم يقرأ الأمين كذلك ما نقله رئيس القوات عن الامام المغيب من ضمير وذاكرة بعض ابناء طائفته قوله: “أنا لا أنْكر وجود ظالمٍ ومظلومٍ. ولكنْ لا نريد أنْ نحوّل المظلوم الى ظالمٍ، والظالم الى مظلومْ”، ومن هنا نرى ان بحث الأمين المضني عن كلمة “اسرائيل” في خطاب الحكيم يسهل امام العثور عشرات المرات على عبارة “دولة اسرائيل” في الترسيم البحري الذي اعترف بحدود دولة اسرائيل ووجودها والذي باركه وسهله الحزب واعتبره من انجازاته وانتصاراته العظيمة.
اما ما لم يقرأه الأمين من كلام جامع للبنانيين وهواجسهم جميعاً ويد ممدودة للجميع في خطاب سمير جعجع فقد ورد على الشكل التالي:
“إنْ كان هناك من حمايةٍ فهْي حتماً في كنْف الدولة الفعليّة العادلة القادرة. فالضمانات من مسؤوليّتها، وطمْأنة بعضنا البعضْ من مسؤوليتنا جميعاً. إنّ ما نريده ونعمل من أجله هو الغد لنا جميعاً كلبنانيين، فقدْ آن الأوان أنْ نخرج معاً من الماضي لكي نبني المستقبل بناءً يجسّد طموحات كلّ مكوّنٍ منّا بعيداً من منطق الهواجس الظرفيّة او الوجودية. إنّ ملاقاة بعضنا البعض في الوطن من شأنها تبديد كلّ المخاوف وإسقاط كلّ الرهانات الخارجية من أيّ جهةٍ أتتْ. إنّ أوّل خطوةٍ غايةً في الإلحاح في الوقت الحاضر هي انتخاب رئيسٍ للجمهورية”، كما في دعوته “اللبنانيين المخلصين، وهمْ كثرٌ، الى المشاركة جميعنا في خارطة طريقٍ لوقْف الدوران في هذه الحلقة الجهنّمية”.
ان ما يمارسه المحور الممانع بسياسييه وكتابه ومستكتَبيه “الأمينين”، من تعميم التخوين وتهم العمالة لكل من اختلف معه في الرأي والنظرة والمبدأ والفعل بات يصطدم بسلطان الحق ولو قلّ سالكوه وسطوع نور الحقيقة في الانصاف بعد طول اجحاف.