بعد ثلاث سنوات.. من هو قاتل شيرين أبو عاقلة؟

chirine

بعد مرور ثلاث سنوات على مقتل مراسلة الجزيرة في فلسطين شيرين أبو عاقلة، توصل تحقيق استقصائي مصوّر لهوية القاتل، وهو الجندي ألون سكاجيو التابع لوحدة “دوفدفان” النخبوية، والذي قُتل قبل عام في نفس المكان الذي قَتل فيه أبو عاقلة حين كانت تقوم بتغطية اقتحام نفذته القوات الإسرائيلية في مخيم جنين بالضفة الغربية، عندما قُتلت برصاصة إسرائيلية في 11 أيار 2022.

وطيلة السنوات الماضية لم يعرف من الذي أطلق النار على الصحفية، في حين عمل فريق بقيادة الصحفي الاستقصائي ديون نيسينباوم والذي كان مراسلاً لصحيفة “وول ستريت جورنال”، لشهور على هذا الملف حتى توصل لهوية قاتل شيرين. وأكّد زميل له أن الجندي قُتل على يد مقاومين فلسطينيين في جنين قبل أقل من عام.

وكانت إسرائيل قد رفضت الكشف عن هوية القاتل، ولم تعترف بالمسؤولية المباشرة عن قتلها، وهو أمر سايرتها فيه إدارة جو بايدن التي يكشف التحقيق الجديد أنها منعت محققيها من التحقيق مع قاتل شيرين.

كما أكد فريق التحقيق أن واشنطن وتل أبيب حاولتا إخفاء معلومات تتعلق بظروف اغتيال أبو عاقلة وعدم السماح بالوصول إلى قاتلها.

وتمكن الفريق أيضاً من الوصول لاثنين من زملاء الجندي القاتل، حيث نجح الصحفي آريف لانزريخ، وهو عضو فريق التحقيق في القدس، في مقابلة أحدهما وتسجيل اعترافه.

وفي شهادته، قال الجندي إنه يعرف هوية القاتل ويعرف أن هذه القضية لم تكن ذات أهمية ولم تترتب عليها أية مشكلات، مشدّداً على أن ألون سكاجيو لم يكن سعيداً بقتل شيرين، لكنه أيضاً لم يكن يشعر بالذنب أو بتأنيب الضمير.

وتعمد فريق التحقيق إخفاء هوية الشاهد الذي كان يتحدث بزيه العسكري وسلاحه، كما غُيّر صوته، لكنه قال بوضوح إن ألون سكاجيو هو من قتل شيرين، وإنه قُتل يوم 27 حزيران 2024 بانفجار عبوة ناسفة زرعها مسلحون فلسطينيون في جنين.

ونشر التحقيق صورة سكاجيو مؤكداً أنه لم يتلق أي عقاب على جريمة قتل صحفية الجزيرة، لكنه أُبعد عن وحدة دوفدفان ليصبح قائد فرقة قناصة بوحدة “خاروف”.

كما التقى القائمون على التحقيق مسؤولاً رفيعاً في إدارة بايدن، والتي قال إنها خذلت شيرين حاملة الجنسية الأميركية حتى لا تغضب الحكومة الإسرائيلية، وإنها حولت الواقعة من قتل عمد إلى “حادث مأساوي”.

وعلى عكس كل الروايات التي تبنتها إدارة بايدن بشأن مقتل شيرين، يقول المسؤول إن الأدلة التي توصلت لها الولايات المتحدة تؤكد أن ما حدث كان قتلاً عمداً، وأن الجندي كان على علم تام بأنه يستهدف صحفياً وليس مقاتلاً.

وعندما قُتلت الصحفية شيرين، سارع رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذلك نفتالي بينيت إلى إلقاء المسؤولية على المسلحين الفلسطينيين، لكن التحقيق الجديد توصل إلى أن جنرالاً إسرائيلياً كبيراً اتصل بالأميركيين بعد ساعات قليلة من الواقعة وأبلغهم أن جندياً إسرائيلياً هو من قام بقتلها.

اشار الصحفي ديون نيسينباوم، إلى أنه وزملاءه نجحوا في التوصل لهوية قاتل شيرين أبو عالقة الذي أخفقت الحكومة الأميركية في التوصل إليه، مؤكداً أن يهوداً إسرائيليين أكّدوا له أن سكاجيو هو من قتلها، وأن حكومة تل أبيب أخفت الحقيقة.

ولم يقف الأمر عند هذا الحد، بل وصل إلى استخدام صورة شيرين كهدف في تدريبات الرماية لاحقاً، وهو أمر أغضب زملاء سكاجيو في الوحدة، والذين اعتبروا أن هذا السلوك تشويه لزميلهم، حسبما أكّد أحدهم في التحقيق.

وأكد الصحفي أن إدارة بايدن خذلت شيرين التي قُتلت في مكان لم يكن فيه أي تبادل لإطلاق النار، وقال إن هذا الخذلان أدى لمقتل كثير من الصحفيين والأميركيين بعد ذلك.

وكانت مدينة نيويورك الأميركية قد احتضنت مؤخراً الفيلم الوثائقي “من قتل شيرين؟” الذي أنتجته منصة زيتيو، ويكشف معلومات عن هوية الجندي القاتل بعد 3 سنوات من ارتكابه الجريمة.

وعلى الرغم من أن القصاص من سكاجيو لم يعد ممكناً بعد مقتله، إلا أن هذا التحقيق بما تضمنه من معلومات قد يكون سبباً في محاكمة قادة عسكريين يسعون بكل الطرق للتستر على الجرائم التي يرتكبها جنودهم ضد المدنيين.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: