حين إعتبر أن “عنوان المرحلة الاقتصادية الحالية في لبنان هو منع الانهيار المالي والجوع”، أعلن الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله أن “7 تموز 2020 تاريخ لإعلان الجهاد الزراعي” من الـBalcon الى السطح وآخر شبر أرض. يومها لاقاه نائب “التيار الوطني الحر” في بيروت نقولا صحناوي بـ”جهاد الدواجن” بعد توزيعه بيض الفرّي على المناصرين في الأشرفية “لمحاربة الانهيار الاقتصادي”.
حين أصبح لبنان مرغماً بعد الانهيار غير المسبوق الذي عاشه على التفاوض مع “صندوق النقد الدولي” كممر إلزامي لإستعادة ثقة المانحين والمستثمرين، كرّر نصرالله طرح “التوجه شرقاً”، مفصّلاً الفوائد التي يعود بها الانفتاح نحو خيارات أخرى وتحسين شروط لبنان في التفاوض مع أي جهة غربية ومعتبراً أن “وجود خيارات أخرى قد يعقّل الأميركي ويدفعه إلى تغيير رهاناته بشكل أسرع”. نسي نصرالله أن الصين، وبعد جولة لوفود منها على كافة المسؤولين اللبنانيين، “هجّت” ولم تجرؤ على الإستثمار في دولة أقله لا تطبّق القوانين فيها لحماية المستثمرين.
اليوم، وفي خضم تفاعل ملف النزوح السوري الذي كبر ككرة ثلج خصوصاً بعد جريمة تصفية المسؤول القواتي بسكال سليمان وعشية دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة في ساحة النجمة تلبية لطلب رئيس الحكومة نجيب ميقاتي “مناقشة موضوع النازحين وذلك من أجل وقف الإستغلال السياسي الرخيص الحاصل في البلد في هذا الملف على حساب المصلحة العامة”، أطل نصرالله بأحد إقتراحاته النيّرة داعياً في 13/5/2024 المجتمعين في ساحة النجمة الى “إتخاذ موقف وطني لبناني لفتح البحر أمام المغادرة الطوعية للنازحين السوريين نحو أوروبا”. كما بشّرنا نصرالله انه “عندما يتخذ قرار كهذا كل الغرب والأوروبيين سيأتون إلى لبنان ويدفعون بدل المليار 20 ملياراً”…
“ب لا زعل”، يصلح إطلاق “جهاد الفلوكة” على هذا الإقتراح الذي يأتي لخدمة النظام السوري أولاً عوض أن يطالبه بتحمّل مسؤولية مواطنيه وتسهيل عودتهم الى ديارهم. إقتراح نيّر يضع لبنان خارج الانتظام الدولي، كما ممارسات نصرالله و”حزب الله” التي عزلت لبنان عن الخليج العربي ومعظم دول العالم.
أليس من الأسهل أن يعمل نصرالله جدياً مع صديقه الأسد على عودة النازحين الى ديارهم وألا يكتفي بقوافل العودة الهزيلة التي نظمها “الحزب” بحثاً عن عراضة إعلامية؟! أليس الأجدى أن تفتح سوريا شواطئها أمام مغادرة مواطنيها عبر البحر لأوروبا عوض إقحام لبنان بمغامرة لن تسلم عقباها؟!