وفي اليوم الثالث على وقف إطلاق النار، أطلّ الامين العام لـ”الحزب” الشيخ قاسم في خطاب مزدوج:
في القسم الأول، يلبس البزة العسكرية ويخبرنا عن انتصاراته المبنية على المكابرة والانكار، متحدثاً عن “انتصار كبير في معركة “أولي البأس” يفوق النصر الذي تحقق عام 2006″. كما يبشرنا أن “المقاومة ستبقى مستمرة” وأنها “أثبتت بالحرب أنها جاهزة والخطط التي وضعها السيد نصرالله فعّالة وتأخذ بعين الإعتبار كل التطورات”.
في القسم الثاني، يلبس “ربطة عنق” القرار 1701، مؤكداً أن “الاتفاق هو برنامج إجراءات تنفيذية لتطبيق هذا القرار”. كما يخبرنا أنه “تمّ تحت سقف السيادة اللبنانية” ووافقوا عليه ورؤوسهم “مرفوعة بحقّهم في الدفاع”، ويظهر الايجابيات عبر الاهتمام باكتمال عقد المؤسسات الدستورية وعلى رأسها انتخاب الرئيس والالتزام مجدداً باتفاق الطائف والعمل على صون الوحدة الوطنية والتعاون مع كل القوى التي تؤمن أن الوطن لجميع أبنائه.
“ب لا زعل”، الشيخ نعيم في خطابه ليس فقط يبدل ثيابه بين البزة العسكرية و”ربطة عنق” الـ1701، بل هذا الخطاب في الحقيقة كـ “جاكيت” DoubleFace ولكن في نهاية المطاف عليه أن يختار أي جهة يريد.
الاتفاق الذي يخبرنا انه وافق عليه مرفوع الرأس واضح لا لبس فيه ويدعو في مقدمته ليس فقط على تطبيق كامل لـ1701 بل أيضاً إلى تطبيق كامل لقرارات مجلس الأمن التي سبقته، بما فيها “نزع سلاح جميع المجموعات المسلحة في لبنان”.
لن نستفيض في تحليل خطاب النصر لدى قاسم نكتفي أن نذكّره أنه في إطلالته الماضية في 20/11/2024 أخبرنا: “نحن نواجه وحوشًا بشريّة إسرائيليّة تدعمها وحوش بشريّة كبرى أميركيّة” واليوم إرتضى بلجنة لمراقبة تطبيق الاتفاق لا أمد زمنيًا لعملها برئاسة جنرال أميركي.
محاولات الشيخ نعيم تمويه مضمون الاتفاق لا تغير في مضمونه، فإما أن يلتزم “الحزب” به فتتبخر “مقاومته” وإما ألا يلتزم ونكون “عود على بدء” ولكن هذه المرة عبر التمرّد على هذا القرار فيضع “الحزب” نفسه بوجه كل المجتمع الدولي والدول التي عملت على هذا الاتفاق.