✒️كتبت هيام عيد
لم يتفاجأ اللبنانيون جراء تأجيل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته الثالثة إلى بيروت، ولكنهم أصيبوا بخيبة أمل جراء تركهم إلى مصيرهم “القاتم”، كما سبق وأنذرهم منذ أشهر موفد ماكرون السفير بيار دوكان، الذي كان قد تحدث صراحة أمام الإعلام، وباستياء واضح، عن الطبقة السياسية اللبنانية التي ساهمت بشعبر “قلّة مسؤوليتها” في تدهور الوضع وعدم تسجيل أية معالجات.
وفي الوقت الذي استذكر فيه مرجع حكومي سابق، “تأنيب” دوكان للمسؤولين اللبنانيين في الصيف الماضي، فهو أعرب عن خشية متنامية من المرحلة المقبلة، خصوصاً بعدما اجتمعت كل عوامل الإنقسام السياسي والطائفي إلى جانب عودة شبح التهديدات الإرهابية إلى الواجهة، من خلال تقارير تحرص أطراف حزبية على الكشف عنها في الآونة الأخيرة.
ومن هنا، فإن تداعيات إلغاء زيارة الرئيس ماكرون إلى بيروت، على خلفية جائحة كورونا، ستكون قاسية على المستوى الداخلي، باعتبار أنه كان هناك تعويلاً على هذه الزيارة، للخروج من هذا النفق المظلم، نظراً لما كان سيحمله معه الرئيس ماكرون إلى لبنان، لجهة خلق أمر واقع يدفع المعنيين بملف تشكيل الحكومة إلى الإسراع في تأليفها.
وفي هذا الإطار، كشف المرجع عينه، أن الرئيس ماكرون كان سيحمل رسالة عالية اللهجة من قبل الإتحاد الأوروبي الذي دخل على خط الوساطات، والضغط لتأليف الحكومة بسرعة.
وعليه، فإن ملامح مرحلة ما بعد إلغاء الزيارة الرئاسية، كما يلاحظ المرجع المذكور، سوداوية، إذ أن طلائعها تتمثل بحرب المواجهات السياسية والحزبية لتحويل الأنظار عن الصراع الفعلي الذي يدور على الساحة اللبنانية منذ سنوات، ولم تنجح مبادرة ماكرون في تحييد لبنان عنه، وكأن البلاد أمام “الطوفان” في ظل انسداد الأفق واقتصار الحراك الداخلي على تصفية الحسابات ونبش الملفات الفضائحية التي تحمل بذور الفساد المسيطر على الساحة، والذي أدّى إلى خراب لبنان.