Search
Close this search box.

بعلبك – الهرمل: الامن الذاتي والاستعراضات تحت أنظار الدولة!

120867588_3756140991113678_7887825822499429442_n

✒️كتبت صونيا رزق

لطالما تعايشت منطقة بعلبك – الهرمل مع الفلتان الامني، لان المنطقة منسية ومتروكة منذ عقود، والدولة اللبنانية كانت ولا تزال غائبة عن مواطنيها هناك، لذا كانت تلك المناطق دائماً خارجة عن السلطة والقانون، اذ اعتادت “الحرية” ومن الصعب جداً ان يحكمها احد، خصوصاً انها تضّم في بعض مناطقها ابناء العشائر، الذين لا يؤمنون بسلطة غيرهم. وفي هذا الاطار يكثر عدد المطلوبين من ابناء تلك المناطق، وخصوصاً في حي الشراونة وبريتال واللبوة وجرود بعلبك – الهرمل، التي لم تعرف وجوداً للدولة من الناحية الانمائية، ما ساعد ابناءها في ايجاد الحجج لخروجهم عن سيطرة الشرعية، وبالتالي جعل الامن الذاتي مسيطراً في ظل خلافات ابناء البلدة الواحدة والحي الواحد، وسط انتشار الاسلحة بكل انواعها، وكل هذا جعل تلك البلدات تعيش تحت وطأة السلاح والعنف والفوضى، بسبب عمليات الثأر والخلافات الفردية، او النزاعات على الارض والميراث الى ما هنالك من اسباب، من ضمنها إقتسام المغانم في بعض الاحيان من قبل الخارجين عن القانون، الذين لا يمثلون ابناء المنطقة المعروفين بالحكمة والطيبة والكرم والشجاعة.
الى ذلك برزت مشاهد على مدى ايام متتالية في حي الشراونة، الذي يقع عند المدخلين الشمالي والغربي لمدينة بعلبك، حيث معقل العشائر الذين اشتهروا بمعاركهم العائلية شبه اليومية، ضمن مساحة لا تتجاوز الخمسة كيلومترات، اذ سرعان ما تتحوّل تلك المساحة الى ثكنة عسكرية بلحظات، عند اي إشكال يقع بين العائلات نظراً الى حجم التعزيزات العسكرية التي تصل بلمحة البرق، وحين تتدّخل القوى الامنية لردع المتناحرين تتعرّض على الفور لإطلاق النيران، كما ان المواكب المسلحة الخارجة من ذلك الحي، تجتاح عادة بلدات المنطقة من دون أي رادع، على الرغم من تكاثر الحواجز الشرعية، ما يدعو الى التساؤل عن كيفية قيام هؤلاء بكل هذه الممنوعات ” وعلى عينك يا دولة “! مع ما يرافق ذلك من مرّبعات وجزر امنية وعمل مافيات، فضلاً عن استخدام آليات لمؤسسات الدولة، كتلك التابعة لشركة كهرباء لبنان في الاستعراضات العسكرية التي جرت مؤخراً، ما يؤكد مدى تورّط الاحزاب الحاكمة هناك، وكيفية تغطيتها لهؤلاء وتحكّمها بهم.
امام هذه المشاهد المرفوضة، لا بدّ من وضع حدّ لهذا الفلتان المستشري، ورفع الغطاء عن المخّلين بالأمن، لان الوضع لم يعد يحتمل وما يجري مؤشر خطير جداً، ويطرح سلسلة أسئلة عن الاستنسابية في التعاطي الامني الشرعي بين المناطق، حيث الصيف والشتاء على سطح واحد، فتارة نرى الدولة بكل اجهزتها حيث يقع اشكال بسيط، وتارة اخرى تغيب كلياً حيث الامن الذاتي، والمعارك الضارية بالقذائف الصاروخية وكأن شيئاً لم يكن…!

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: