ذكّر عضو تكتل الجمهورية القوية النائب بيار بو عاصي أنّ “رئيس مجلس النواب نبيه برّي هو من فاوض على اتفاق وقف إطلاق النار المستند إلى القرار ١٧٠١ الذي ينص على انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني كخطوة أولى نحو بسط سلطة الدولة والجيش حصريّاً على كافة الأرضي اللبنانية”، كاشفاً عن أنّه “حتى الآن لم نلمس أي شيء يذكر على هذا الصعيد”.
ولفت، خلال مقابلة تلفزيونيّة، الى أنّ “الأساس هو تحقيق استقرار مستدام لمصلحة لبنان وشعبه وهذا هو التحدي الأكبر”.
وتحفّظ بو عاصي على “الشروط الأربعة التي وضعها الرئيس المكلف نواف سلام لتأليف الحكومة”، مؤكداً أنّ “هذه المعايير لا تستقيم في المنطق السياسي فهناك خلل بنيوي في هذا الطرح”، مشيراً إلى أنّه “لست متفقاً معه ومع ذلك، نأمل أن ينجح في تحقيق الاستقرار الأمني والسياسي الذي ينشده اللبنانيون”.
أضاف: “يقول الرئيس المكلّف بأنّه لا يريد الدمج بين النيابة والوزارة فيما الدستور يكفل هذا الحق في المادة ٢٨. خطأ شائع القول إنّ مجلس النواب يراقب عمل مجلس الوزراء والصحيح أنّ الأقلية المعارضة في مجلس النواب تراقب الاكثرية الحاكمة في مجلس الوزراء. إن أراد فصل السلطات فليشكّل حكومة من الأكثرية ولتترك الأقلية تراقبها في مجلس النواب”.
بو عاصي الذي سأل: “قول سلام إنّه يريد من الأحزاب أن تسمي غير حزبيّين ألا يحمل تناقضاً؟!”، مشدّداً على أنّ “الفصل بين الحزبي والكفوء غير مقبول”.
كما لفت الى أنّ “باستطاعة الحكومة اتخاذ قرار بالحرب والسلم وكذلك التوقيع على تعديل دستوري”، مؤكّداً أنّ “الحكومة ليست لإدارة ملف فرز النفايات على أهميته بل لوضع السياسات العامة في البلد. فكيف لتكنوقراط أن يقوم بذلك؟ لم تشكَل حكومة تكنوقراط غير حزبية كحكومة الرئيس نجيب ميقاتي فهل نجحت؟”.
في مسألة تمسك “الثنائي الشيعي” بالحصول على حقيبة وزارة المال، أعرب بو عاصي عن “رفضه المطلق لإصرار الثنائي على التمسك بوزارة المال وربطها بالميثاقية”، لافتاً إلى أنّ “هذه هرطقة سياسية ودستورية خطيرة. كيف لبرّي أن يفرض الميثاقية على هواه ويتفرد بذلك فيما الميثاقية هي اتفاق بين المكونات اللبنانية. إعطاء وزارة المال للثنائي إقرار باستمرار الأزمة الخانقة سياسياً واقتصادياً”.
من جهة أخرى، أكد بو عاصي أن “لبنان الرسالة لا يشبه من نزلوا على الموتوسيكلات الى عين الرمانة أو الجميزة أو غيرها، مضيفاً: “حذار أن توضع هذه التصرفات في خانة مسلم ومسيحي فهؤلاء “بلا مخ أو من أرسلهم بلا ضمير أو الاثنان معاً”.
كما حذّر “من تكرار هذه الألاعيب”، مشدّداً على أنّ “الأمر غير مقبول وطنياً ولا اخلاقياً ولا أحد يعلم كيف تنتهي الأمور وعوض العمل لتكريس الاستقرار والازدهار نجر البلاد الى ممارسات “خطيرة وعقيمة”.
عن تغريدته اللافتة التي وجّه عبرها التحية لأهل الجنوب وشجاعتهم بالإصرار على العودة إلى منازلهم مع انتهاء فترة الـ60 يوماً، أوضح أنّ “مشهد عودة أهالي الجنوب إلى بلداتهم هو تأكيد على تعلقهم بأرضهم، بغض النظر عما إذا كان حزب الله قد استغل هؤلاء لتحقيق أهداف خاصة. أنا بيار بو عاصي انسان اولاً ونائب عن الأمة لذا لا أستطيع ألّا أن أبدي الإعجاب والاحترام حيال اندفاع أهل الجنوب للعودة لأرضهم مع علمهم ان منازلهم مدمرة. لو حصل هذا المشهد في أي دولة من دول العالم أقدره فكم بالحري إذا تعلق الأمر بأهلنا في الجنوب”.