✒️ كتبت هيام عيد
توحي حركة السفراء العرب والغربيين في بيروت في الساعات ال48 الأخيرة، بوجود معطيات لا تزال مجهولة من اللبنانيين، تتناول مقاربات دولهم للأزمة الحكومية المستعصية، ولكن مؤشّراتها تتّضح تباعاً من خلال المتابعة الحثيثة لتفاصيل الخلافات السياسية أولاً، ولمشهد الإنهيار العام للمعادلة اللبنانية السياسية والمالية والإجتماعية ثانياً، وللتحديات الأمنية ثالثاً، خصوصاً في ضوء التحذيرات في خطاب المسؤولين الأمنيين من الفوضى الأمنية وانعكاساتها على مجمل المشهد الداخلي.
وإذا كانت صورة إجتماع السفراء بالأمس قد عكست المتابعة الدولية، لكنها طرحت أمراً واقعاً وصل إليه الوضع اللبناني، وهو التدويل، وذلك نتيجة الفشل في مواجهة التحديات الداخلية على كل المستويات وانقطاع كل سبل الحوار والتوافق بين المكوّنات المحلية، وعلى الرغم من وقوف أكثر من فريق سياسي وحزبي في وجه طرح البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي لتحييد لبنان عن كل صراعات المحاور، والدعوة إلى مؤتمر دولي وإلى دور أممي في معالجة الأزمة السياسية، وبعد سقوط كل المحاولات على مدى سبعة أشهر من أجل تأليف حكومة إختصاصيين تعمل على انتشال لبنان من هاوية الإنهيار، فإن المسؤولين أنفسهم الذين رفضوا مبدأ الحياد، وضعوا القضية اللبنانية على سكة التدويل، بعدما بات العنوان الحكومي على روزنامة عواصم القرار الدولية والعربية، والتي لن تقف متفرّجة على هذا الإنهيار، كما كشف مصدر ديبلوماسي متابع للتصعيد السياسي الحاد الذي سبق وتلا انفجار الخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلّف سعد الحريري.
وبعد تحذيرات الإتحاد الأوروبي من تداعيات هذا الإنهيار توازياً مع دعوة فرنسا إلى تدخل أوروبي على خط الآليات الجارية لتأليف الحكومة، يشير المصدر إلى الدور العربي كما الأميركي والأممي عبر تحرّكات سفراء الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا والسعودية والكويت والإمارات، توازياً مع التواصل ما بين الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس مع البطريرك الراعي، معتبراً أن هذه المقاربات ليست سوى تدويل، ولو بطريقة غير مباشرة، وبالتالي، المبادرة إلى إنقاذ اللبنانيين من عملية “الإنتحار” التي يتم دفعهم إليها نتيجة التعطيل والشلل والرفض، لكل سيناريوهات التسوية والتوافق ولو لفترة وجيزة لمعالجة الأزمة الإقتصادية فقط.
ومن هنا، فإن الإنسداد السياسي الداخلي، على حدّ قول المصدر الديبلوماسي، دفع نحو التدخل الخارجي في الأزمة الداخلية، ولو من باب الوساطات التي انطلقت على مستوى السفراء، الذين اجتمعوا بشكل طارىء من أجل التذكير بأهمية حماية لبنان من السقوط.