في 12 كانون الاول 2005 إغتال اهل الظلمة قلماً جريئاً، دافع بثورة الكلمة عن لبنان، فناضل من اجل الحرية والسيادة والاستقلال، انه جبران تويني او الثائر دفاعاً عن ” لبنان العظيم “. اليوم نسترجع ذكراه ال 16 لنؤكد ان الابطال يغادروننا دائماً شامخين، وهكذا هو جبران…الشهيد الحاضر الذي هوى واقفاً، فأصبح رمزاً ومشعلاً ينير دروب من سار على خطاه.نسترجع بحزن كبير الغياب الصعب لأحد مؤسسيّ ثورة الارز، الذي لا يساوم ولا يقبل بأي تسوية على حساب لبنان الذي حلم به، اليوم نشعر بالحنين الى ثورة جبران والى القسم الذي اطلقه :” نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحيين، ان نبقى موحدين الى ابد الابدين دفاعاً عن لبنان العظيم”، هو القسم الذي أسسه وجعله البند الاولى في حلمه بالدولة القوية، لكن اين نحن اليوم من هذا القسم …؟عندما يستذكره الثائرون والمناصرون والزملاء يعبق الكلام بالفخر، لما كان يمثله من اندفاع تجاه وطنه الذي عشقه حتى الاستشهاد، انه قدر الاحرار المدافعين عن لبنان حتى ولو بالكلمة، لان اهل الظلمة لا يفهمون إلا بأدوات القتل والقمع.بعد كل تلك السنوات على الغياب المر… نستذكر جبران في ازماتنا المتواصلة والتي لا نهاية لها، لكن ووسط كل هذه الويلات ثمة من يهدينا ويقول لنا بأمل :”لا تخافوا فصوت جبران ما زال هنا يتحدى الموت”، سنوات مرت كاللحظات وجبران ما زال بيننا… نتذكر كلماته المدوّية التي خطّها في مقالاته فكانت نشيداً للحرية، اما مواقفه فكانت متراساً بوجه كل الساعين الى إخضاع لبنان.واليوم وبعد كل ما نعاني به كلبنانيين، نتساءل ماذا لو بقي جبران حيّاً بيننا ؟، فهل كنا وصلنا الى هذا الوضع الكارثي ؟، وهل كنا عايشنا سياسيين اشبه بالرجال ممن يدّعون البطولة في هذا الزمن البائس؟.حلم الشهيد كان بناء دولة يعيش فيها الانسان بكرامة ومساواة ، لذا كان قدره ان يكون في مسيرة الشهادة والعطاء، ليصبح غيابه أصعب من أي وقت آخر، وكلما طال الوقت شعرنا بذلك أكثر.في الختام نقول لجبران:” انت حي اكثر بكثير من بعض الاحياء الخائبين، تركت لنا الشعلة، ومن واجبنا ووفاءً لك ان نبقيها مضاءة حتى ينتصر لبنان”.
