✒️كتب وجدي العريضي
قد يكون رئيس حزب الوطنيين الأحرار دوري شمعون، من أوائل الذين طالبوا بتنحية رئيس الجمهورية ميشال عون، وبالتالي، أن الثوابت التي أطلقها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي، “في السبت السيادي” إنما هي من صلب سياسة الزعيم الشمعوني.
وفي هذا الإطار، يقول شمعون ل”lebtalks”، أنه على رئيس الجمهورية ميشال عون وصهره جبران باسيل، الإلتحاق ببشّار الأسد والبقاء في “قصر المهاجرين”، بعدما أكد أحد مستشاريه العظماء أن “التيار الوطني الحر” مع “المقاومة والممانعة”، وإذا أرادوا أيضاً “فلينخرطوا مع الحرس الثوري الإيراني، لأن بطولاتهم في بعبدا لا يزال يتذكّرها اللبنانيون، فليَستحوا في هذه الظروف الصعبة التي يجتازها لبنان، ويكونوا لبنانيين، وليس عيباً عندما يفشل أي مسؤول أن يتنحّى، فكيف الحال بهذا العهد البائد، وذاك الصهر الفاشل”.
ويضيف شمعون، مشبّهاً المرحلة الراهنة بحقبة أواخر الثمانينات يوم هُجّر المسيحيون واللبنانيون بفعل حروب عون الفاشلة، واليوم يُكمِل على ما تبقى من مسيحيين ولبنانيين بشكل عام، فيدفعهم إلى الهجرة، أو البقاء في بلدهم في ظل ظروف قاهرة وصعبة إجتماعياً ومعيشياً، والأنكى إدعاؤهم الدفاع عن حقوق المسيحيين، وهم الذين يهاجمون بكركي وسيدها، ويلتحقون بالممانعة التي دمّرت المناطق المسيحية وانتهكت سياسة البلد وقتلت كبار قادته، فعن أي حقوق يتكلّم “مسيو عون والصهر العظيم”؟.
ويتابع رئيس حزب الوطنيين الأحرار، مبدياً مخاوفه من استمرار النزف الإقتصادي والإجتماعي، والذي سيولّد انفجاراً سيهزّ البلد، وقد “يقبع” هذه السلطة التي لم يرفّ لها جفن بعد انفجار مرفأ بيروت، فطمسوا التحقيق لأنه مرتبط بحلفائهم وأسيادهم ومن نصّبوه رئيساً في بعبدا، في وقت أن باسيل شكر الرئيس السوري، وهنا أسأله هل ذلك لما فعله والده عندما دمّر قصر بعبدا وأعدم الضباط والجنود في ضهر الوحش وبسوس وبيت مري، وهل أطلق بشّار الأسد المخطوفين القابعين في السجون السورية منذ عشرات السنين؟
ويخلص شمعون مستذكراً علاقات والده مع المملكة العربية السعودية وصداقته القديمة مع الملك سلمان بن عبد العزيز، وحيث يعلم ويدرك كم قدّمت المملكة للبنان من مساعدات ودعم، وماذا كان يسمع من المسؤولين السعوديين كلاماً يدلّ على محبتهم الخاصة لبلدنا، ليأتي هذا العهد والصهر وينسفان هذا المسار التاريخي لعلاقتنا بالسعودية، وهما لا يعلمان إذا كانا يحرصان على حقوق المسيحيين عن العدد الكبير منهم والذي يعمل في المملكة، حيث لهم كل التقدير والمحبة، كما سائر اللبنانيين، سائلاً ماذا قدّمت لنا إيران سوى دعم “حزب الله” الذي بات دولة ضمن الدولة، فهل نأكل ونشرب من صواريخه، أم ماذا؟.
من هنا، الأجدى وحفاظاً على ما تبقى لنا من صداقات وعلاقات أن يرحل رئيس الجمهورية اليوم قبل الغد، فنحن في بلد يغرق في أزمات مستعصية، ويكفينا وباء كورونا، فإذا كان هناك من عقلاء في “التيار الوطني الحر”، فما عليهم إلا أن ينصحوا رئيس الجمهورية بالتنحّي، ومن الطبيعي أن يأخذ معه صهره قبل الخراب الشامل.