وجّه المحامي والباحث السياسي ربيع الشاعر نداءً الى حزب الله، على إثر استهداف إسرائيل لمجموعة قيادية من الحزب ومقتلها، ومنهم نجل النائب محمد رعد، فقا:
“الرحمة للشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الاسرائيلي والذي يشكل من دون شك جريمة ضد الانسانية. كما ان التهديدات الاسرائلية للبنان غير مقبولة وتنم عن كره عميق لما يمثل لبنان من قيم وطاقات تناقض المفاهيم التي بني عليها الكيان. والكل يعرف اني في السياسة لا اتفق مع مشروع حزب الله لاسباب عديدة ليس المجال هنا لتعدادها. ولكن في العداء لاسرائيل تعلو مصلحة لبنان فوق اي مصلحة وتصبح وحدتنا الداخلية ضمانة لصمودنا وحاجة للدفاع عن امننا القومي. وكلنا يعرف ان ضربات اسرائيل وغدرها لا سيما الغارة التي نفذت بالامس مؤلمة جدا وبالتحديد لحزب الله حيث يقضي المنطق ان يرد بضربات موجعة انتقاما من اسرائيل. ولكن واعرف انه لن يكون لقولي اي وقع الا اني ملزم على قوله من باب الحرص على لبنان وعلى جميع طاقاته حتى ولو اختلفنا معها بالسياسة، ان اي رد اليوم وتصعيد بوجه اسرائيل قبل الهدنة يعطي حجة للمجرم نتنياهو ومعه اليمين المتطرف الى الهروب الى الامام والانتقام من لبنان من خلال فتح حرب مدمرة سنخرج منها منتصرون ولكن لا نحبذ حصولها ونتمنى تجنبها لان “الحرب التي تربحها هي الحرب التي لا تخوضها”. ان توقيت الحرب اليوم هو توقيت اسرائيلي ولن يلتفت لنا العالم قبل حصول دمار كبير لا الوضع الاقتصادي الداخلي ولا الظروف الخارجية تشجعنا على دفع ثمنه. ان موقفي هذا ليس من باب التخاذل او الجبن الا اني لم اتعود يوما ان اكون شعبويا، أضف الى ان احد نقاط الاختلاف والخلاف مع حزب الله هو انه يتحكم بقرار السلم والحرب من دون العودة الى الآليات الدستورية التي تتحكم بهكذا قرار.
في الختام، سمعنا ان وفدا من قيادة حزب الله سيزور الصرح البطريركي اليوم للتأكيد على ابقاء قائد الجيش في منصبه في هذا الظرف الحساس، ومع رفضي المبدئي لتدخل رجال الدين في السياسة الا اني لا يمكن الا ان اثني على هذه الخطوة حرصا على مؤسسة الجيش والتي لها دور اساسي في وحدة الشعب والاراضي. الحل الاسلم يكمن في انتخاب رئيس للجمهورية وتعيين حكومة ازمة لمواجهة التحديات المصيرية التي تواجه الشعب اللبناني. عسى ان يتنازل السياسيون عن مصالحهم الضيقة ويفكرون في المصلحة الوطنية الجامعة ويتوقفوا عن اضاعة الوقت والفرص.
تعازي الحارة لكل شهيد سقط دفاعا عن ارضنا الغالية وبتضامننا وحكمتنا وباحترامنا للعقد الاجتماعي الذي يربطنا نتغلب على اعدائنا ونحافظ على لبنان ومصالح شعبنا!”
