✒️كتبت هيام عيد
تخشى الدول العربية والغربية التي تهتمّ بلبنان من آفاق المرحلة السوداء التي بدأت تتكون في الأفق الداخلي، وأوكلت إلى سفرائها في بيروت، الإستنفار على كل الجبهات السياسية اللبنانية والتخلّي عن تحفظاتها في مخاطبة المسؤولين، وإهمال حذرها إزاء احتمال الوقوع في محاولات الإستدراج الداخلية ذات الأبعاد الإقليمية، ولكن من دون أن تحقق هذه المقاربات أية نتائج عملية، باستثناء فضح الخلافات المحلية على المكاسب والنفوذ والحصص في الحكومة المقبلة وليس الخلاف على البرنامج الإنقاذي المطلوب.
ويكشف مصدر ديبلوماسي أن الإنطباعات التي تكرّست من جرّاء حراك السفراء على مدى الأسبوع الماضي،هي أن الأزمة الحكومية تسلك درباً خاصاً بها والإنقاذ يسير في درب آخر، لأن التسوية الحكومية قد لا تتأخر وربما تتشكّل الحكومة في نهاية المطاف ولو بعد أسابيع أو أشهر، ولكن ثمنها سيكون باهظاً، إذ أن السقوط والإنهيار يسابقان المبادرات، والتي لم يبقَ منها سوى الأفكار التي طرحها رئيس مجلس النواب نبيه بري، المتشائم والمنزعج أساساً من الواقع الحالي، ويسعى إلى تطوير حراك على قاعدة توسيع الحكومة وتعديل تشكيلتها من 18 الى 24 وزيراً، وهو ما قد وافق عليه الرئيس المكلف سعد الحريري كما تردد في الكواليس السياسية خلال عطلة الأسبوع الماضي.
وفي الوقت الذي يذهب فيه المصدر الديبلوماسي نفسه إلى دعم وتأييد أي وساطة داخلية لتأليف الحكومة، يشير إلى عدم وجود أية “فيتوات” من قبل أي عاصمة كبرى مهتمة بالوضع اللبناني ، حول الصيغة الحكومية، وهو ما أعلنه السفراء الذين جالوا أخيراً على القيادات “الفاعلة”، إذ شددوا على أن الأولوية هي لولادة الحكومة ، وإن كانوا قد شكّكوا بوجود قرار داخلي بالسير بهذا المسار تحت ضغط الأزمة المعيشية المتفاقمة.
من هنا، فإن الكباش مستمر حول العنوان الحكومي كما يقول المصدر الديبلوماسي، الذي وجد أن كل “الأسلحة” تستخدم في تسعير الخلاف السياسي داخلياً، وذلك بصرف النظر عن إمكان السقوط الكبير للمعادلة القائمة واهتزاز الإستقرار الإجتماعي. ويستدرك موضحاً أن الإنطباع الذي انتهت إليه محادثات السفراء سلبي جداً، كون التحديات المالية والإقتصادية تتنامى والإنزلاق والسقوط أصبحا داهمين، فيما القوى السياسية تعمل على تعبئة وشحن قواعدها من أجل تحويل الأنظار عن المأزق المالي الخطير أولاً وحماية مكاسبهم ثانياً وتأمين الإستمرارية لمصالحهم وأجنداتهم “الشخصية” كما سمّاها البطريرك بشارة الراعي ثالثاً ، وذلك بصرف النظر عن حجم وارتدادات الإرتطام الكبير لدى حلول ساعة الصفر.