” ثوري أيتها الأكثرية الصامتة لئلا يُكتب عنا وعن وطننا على لوحة من الرخام: هنا انتصرت جمهورية القتل على جمهورية الفكر والحرية… هنا كان لبنان”.
” صمدنا معاً ليحيا لبنان الـ 10452 كلم2، فإيانا وإياكم أن نخون حلمنا، وأن يسقط وطننا فداء أنانيات وأسباب عبثية”.
” لا أحد سيُسكت صوتنا، لانه صوت الشعب، صوت المنتفض، صوت الفاضح، وصوت الحق والحقيقة”.
“الاستقلال معركة دائماً، سنظل نخوضها، وهذا قدرنا”.
هكذا إختصر النائب والصحافي الشهيد جبران تويني ثورته المحقة، وإنتفاضته الدائمة ببضع كلمات ثائرة بحق كشخصيته وجرأته ووقائه للبنان.
12 كانون الاول 2005 … 17 عاماً على غياب الثائر والمدافع عن ” لبنان العظيم”، أبى ان يختار الطريق السهل مفضّلاً دروب الشجاعة، ولذا إغتالوه لان جرأته اللا محدودة أخافتهم حتى آخر رمق فيه، كان الناطق الدائم بالحقيقة في زمن الاصطفافات السياسية، والانبطاحات امام مغريات المناصب، بقي المترّفع عن الشهوات والمصالح الشخصية، لانه كان مؤمناً فقط بلبنان الوطن السيّد الحر المستقل، فعلى الرغم من إستشهاده ما زال يعطي الامل للبنانيين، اكثر من بعض السياسيّين الاحياء…
أين نحن اليوم من لبنان الذي يحلم به جبران؟، للاسف لقد بات في صميم الانهيارات ويكاد يزول عن الخارطة، انقسامات وخلافات ومناكفات، فيما الوطن يحتضر والمآسي والويلات تتوالى، ونحن نستفقد كرامة الوطن وعنفوانه كل يوم، لذا نعود ونستذكر كلماتك المدوية ونسأل: ماذا لو بقيت حياً بيننا ؟، لكن قدر الابطال ان يكونوا دائماً في مسيرة الشهادة والعطاء.
وإن كانت عدالة الارض لا تزال بعيدة … فعدالة السماء ستكون دائماً بالمرصاد للقتلة المجرمين،الذين إغتالوا بطلاً لا ينتسى في عالم الحرية التي ناضل من اجلها، ومن اجل الدولة القوية التي لا تساوم على الكرامة والسيادة.
نسترجع بحزن كبير الغياب الصعب لأحد أبرز مؤسسيّ ثورة الارز، لما كان يمثله من اندفاع تجاه وطنه الذي عشقه حتى الاستشهاد، سنوات مرت كاللحظات وجبران ما زال بيننا… نتذكر كلماته المدوية التي خطّها في مقالاته فكانت نشيداً للحرية، اما مواقفه فكانت متراساً بوجه كل الساعين الى إخضاع لبنان، لذا ستبقى بالتأكيد ثائر الساحات وفارسها…
في الذكرى الاليمة ماذا نقول للثائر جبران تويني ذلك الطموح الحالم بوطن؟، مَن ناضلت من أجله لم يعد وطناُ بل دويلة تتحكّم بالدولة المشلّعة، فكم نحتاجك اليوم كي تقود ثورة شبابية حقيقية تنقذ لبنان، وتنشله من قعر الهاوية، وتوحّد أبناءه من خلال قسمك المحفور في أذهاننا وضمائرنا الى أبد الآبدين دفاعاً عن لبنان العظيم.