✒️كتبت صونيا رزق
12 كانون الاول 2005 … يوم حزين ومأساوي في تاريخ لبنان… يوم ما زالت أصداء احزانه في قلوبنا حتى اليوم، حين غاب الثائر دفاعاً عن ” لبنان العظيم”، انه جبران التويني المناضل والمدافع عن الحق، ميزة جبران انه لم يقبل يوماً المساومة على مبادئه وقناعاته، فدفع ثمن ثباته وإيمانه غالياً جداً، لكن خطاباته لا تزال تصدح في آذان اللبنانيين، وصوته تحّدى اعداء الكلمة حتى في مماته.
كان يمكن لجبران ان يختار الطريق السهل، لكنه أبى، ففي زمن الاستكانة اختار الطريق الصعب، طريق الشجاعة، ولذا إغتالوه لان جرأته اللا محدودة أخافتهم حتى آخر رمق فيه، ومنذ سقوط ذلك الرمق لم نعد نشعر بأي انتصار لانه ولّى مع جبران الشهيد الذي لم يخف مرة، بل كان الناطق الدائم بالحقيقة في زمن الاصطفافات السياسية والانبطاحات امام مغريات المناصب، بقي المترّفع عن الشهوات والمصالح الشخصية، لانه كان مؤمناً فقط بلبنان الوطن السيّد الحر المستقل، الكل ما زال يستذكر بصمات جبران في السياسة، اذ كان شفافاً الى اقصى الحدود، ولذا لن ينساه اللبنانيون، فعلى الرغم من إستشهاده ما زال يعطي الامل للبنانيين اكثر من بعض السياسيّين الاحياء…
قسمه الشهير شكّل امثولة لنا، ” نقسم بالله العظيم مسلمين ومسيحييّن، ان نبقى موّحدين الى ابد الابدين، دفاعاً عن لبنان العظيم”، لكن اين نحن اليوم من هذا القسم؟، وما الذي بقي منه وسط إنقسام المسيحيين والمسلمين ودخولهم عالم الخلافات والتباين…؟
اين نحن اليوم من لبنان الذي يحلم به جبران؟، للاسف لقد بات في قلب الانهيارات ويكاد يزول عن الخارطة، انقسامات وخلافات على الحصص الدسمة، فيما الوطن يحتضر والمآسي والويلات تتوالى، ونحن نستفقد كرامة الوطن وعنفوانه كل يوم، لذا نعود ونستذكر كلماتك المدوية ونسأل:” ماذا لو بقيت حياً بيننا ؟”، لكن قدر الابطال ان يكونوا دائماً في مسيرة الشهادة والعطاء.
في الختام نقول لجبران:” انت حي اكثر بكثير من بعض الاحياء الخائبين، تركت لنا الشعلة، ومن واجبنا ووفاءً لك ان نبقيها مضاءة، لينتصر لبنان يوماً وينهض من كبوته، ولا بدّ في النهاية ان ينتصر”.