وهذا ما يقوله سفير لبناني سابق عن تداعياتها لموقع LebTalks
✒️كتب وجدي العريضي
ما زالت النتائج الإيجابية التي تمخضت عن قمة العلا في المملكة العربية السعودية، والتي أدت إلى مصالحة المملكة ودولة قطر وإعادة الأمور إلى ما كانت عليه بينهما، تحظى باهتمام بالغ لما اكتسبته من أهمية في هذا التوقيت المفصلي على المستويين الإقليمي والدولي، وتحديداً في ظل تغلغل إيران في العمق العربي عبر سياساتها وإملاءاتها وتدخلاتها، وتحديداً في اليمن والعراق ودول كثيرة وصولاً إلى لبنان من قبل حليفها الأبرز أيديولوجياً وسياسياً وعقائدياً حزب الله، وهل ينسى أحد عندما قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله إنّه جندي في ولاية الفقيه؟!
وعود على بدء، فإنّ قمة دول مجلس التعاون الخليجي شكلت منعطفاً لافتاً في هذه الظروف الاستثنائية، ويُتوقع أن يكون لها أكثر من معطى سياسي واقتصادي وعلى كافة المستويات، أكان على صعيد دول مجلس التعاون، أو على مستوى عودة المياه إلى مجاريها بين السعودية وقطر، في حين السؤال ماذا عن انعكاسات قمة العلا على الداخل اللبناني؟
في هذا الإطار، يرى سفير لبناني سابق في دولة كبرى لموقع LebTalks، أنّ قمة العلا كان لها الأثر البالغ في هذه المرحلة على صعيد إعادة هيكلة العلاقات الخليجية والعربية، وبالتالي هذه القمة حملت دلالات كثيرة في إطار ما بلغته المملكة العربية السعودية من تقدّم ودور لافت، في تعاطيها مع الملفات الخليجية والعربية، وعلى الرغم من الخلافات التي كانت سائدة، بكثير من الهدوء والحكمة، ما أدى إلى هذه المصالحة حيث كان لأميرَي دولة الكويت الراحل والحالي دور بارز في الوصول إلى النتائج المتوخاة.
أما حول الوضع اللبناني، فيكشف السفير المذكور أنّ هناك معلومات بالغة الأهمية عن تململ ليس في دول الخليج فحسب، بل على مستوى الدول العربية، إزاء الارتماء السياسي اللبناني، وتحديداً من قبل العهد والحكومة وحزب الله وحلفائهم، في الحضن الإيراني بشكل وضع لبنان في مهب الريح، ولولا العلاقة التاريخية بين لبنان والمملكة ومحبّتها لهذا البلد لكانت الأمور اتخذت منحى آخر.
ويخلص السفير المذكور إلى أنّ هناك أجواء ومعطيات إيجابية ستظهر قريباً على صعيد إعادة إنتاج العلاقة بين بيروت والرياض ودول الخليجية، لا سيما أنّه ثبت للقاصي والداني أنّ السعودية هي الرئة الاقتصادية للبنان، ودون ذلك عبثاً يحاول لبنان أن يجد من يساعده، وبالتالي ثمة رسائل تصل إلى بعض الأفرقاء تؤكد أنّه من الضرورة أن يقلع لبنان عن سياسته الحالية، وهذه الفرصة متاحة اليوم أمامه وإلا دخل في نفق مظلم وبات في القبضة الإيرانية بشكل كامل. ويبقى أنّ المخاوف، وفق السفير المذكور، تتمثل في إقدام إيران عبر حلفائها في لبنان على “خربطة” هذه الإيجابيات التي تمخضت عن قمة العلا، كما كانت الحال بعد تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في اليمن من قصف لمطار عدن، والآن بعد مصالحة الرياض والدوحة والأجواء الخليجية الإيجابية بلغت الهواجس ذروتها، لا سيما وأنّ الكثيرين يرون أنّ إيران ستستعمل الساحة اللبنانية في إطار تصفية حساباتها، وهذه المعلومات في عهدة المعنيين قبل خراب البصرة.