✒كتب بسام ابو زيد
يعيش لبنان في هذه الأيام عزلة عربية ودولية غير مسبوقة،والمفارقة المحزنة أن أصحاب الحل والربط في البلد لا يرون هذه المعاناة التي انعكست على اللبنانيين في الداخل والخارج،فيمعن هؤلاء في تدمير ما تبقى من علاقات وروابط مع الدول الديمقراطية والحرة ويصرون على ربط البلد بأكثر الدول تخلفا معتبرين هذه المصيبة نوعا من المقاومة والجهاد والكفاح وهي أمور لا تصرف لدى الناس في أي مكان.
فهذه الحالة لن تحرر أموال اللبنانيين المحتجزة في المصارف ولن تنهض باقتصادهم ولن تفتح البلد على التطور والحضارة ولن تأتي باستثمارات ولن تبقي اللبناني في أرضه بل تدفعه إلى اليأس ومحاولة الهروب من هذا الواقع المأساوي.
لن تؤدي هذه الحالة إلى معالجة الأزمات المتراكمة،لن توفر الدواء ولا الخبز ولا المحروقات ولا الصحة ولا التعليم بل على العكس فهي تؤدي إلى تدمير ما تبقى ولن يكون بالإمكان استعادة كل هذه الأساسيات لأن إدارة الدولة فاشلة.
هذا الواقع لن يعالج إلا بانتفاضة على مستوى كل الوطن يشارك فيها كل اللبنانيين وفي مقدمهم من يعتقدون أنهم بمنأى عن الكارثة الراهنة والكوارث الآتية،فالتمسك بهذا الواقع ليس إلا وصفة للظلام والجهل والتخلف والالتحاق بموكب الدول المارقة التي لا يستأهل لبنان أن يكون في عددها.
لبنان الرسالة يجب أن يعود إلى رحاب الحياة رحاب الأمل رحاب السلام رحاب الاستقرار والازدهار.
لبنان ليس بؤرة للموت ليس مقبرة إنه نور الحياة الذي يحاول أصحاب نظريات الظلام والظلامية أن يتخلصوا منه.