Search
Close this search box.

لخارطة طريق تعيد الثورة بقوة الى الساحات…

127637923_3894576640603445_8308427350248089395_n

✒️ كتبت صونيا رزق

إستبشر اللبنانيون خيراً حين إنطلقت ثورة 17 تشرين في العام الماضي، ضد فساد المنظومة الحاكمة والهدر وسرقة المال العام، فأعطت صورة حضارية عن إنتفاضة راقية جمعت من حولها اعداداً شعبية كبيرة ، لمواجهة الافرقاء الفاسدين وإخراجهم من الحياة السياسية، الذين اوصلوا البلد الى كوارث لم يعد قادراً على تحمّلها. لكن اليوم وبعد مرور اكثر من سنة، تبدو الصورة مغايرة ومؤلمة، لان الثورة تراجعت وانتهت بإعتراف اكثرية مَن شارك فيها، بسبب عشوائية مواقفها ومطالبها، وبسبب الانقسامات الطائفية والمذهبية والولاءات الحزبية، على الرغم من وصول اليأس الى نفوس جميع اللبنايين، جراء “تخبيصات” اكثرية قيادييّهم، فمنهم من يصف وضع لبنان اليوم بالميت الذي لا يجوز التحدث عنه، ومنهم من يوزّع الشتائم يميناً ويساراً مترّحماً فقط على شهداء ثورة 17 تشرين، وعلى مَن فقد عينه خلال التظاهرات، لان النتيجة جاءت مخيّبة للامال، مع ظهور الاحباط والتشتت في صفوف هذه الثورة، إضافة الى انّ غياب قائدها وعدم تطبيق شعار” كلن يعني كلن”، وسيطرة المذهبية والطابور الخامس المُرسل من قبل بعض الاحزاب المسيطرة وقفوا أحجار عثرة امامها، وساهموا بقوة بهزيمتها السياسية، لانّ كل طرف فيها بات يغني على ليلاه . والمطلوب اليوم وبأسرع وقت التحضير لخارطة طريق جديدة في محاولة لإنعاشها، تحوي التخطيط والتنسيق بين اركانها، لان جمهورها سمع منها الكثير ولم يرَ منها ما يلبيّ طموحاته، لذا تحتاج لصرخة مدوّبة تعيد مَن خرج من الصفوف الى النضال من جديد. مع ضرورة عقد مؤتمر موسّع لأركانها وكوادرها، في محاولة اخيرة لإيقاظ الشعب اللبناني النائم في سباته العميق، ولوضع النقاط السياسية على الحروف، بعد ان وصلنا اليوم الى النهاية.
انطلاقاً من هنا علينا ان نستذكر ايضاً إنجازاتها،علّها تعيد الحماسة الى نفوس الثوار، ومنها سماع صوتهم المحق الى العالم أجمع، وكسر الحواجز النفسية بين اللبنانيين، وإطلاق صوت الشعب المعارض والمكبوت ضمن بيئته ومناطقه المحسوبة على الزعيم، كما انّ حقوقها المسلوبة ادت الى استقالة حكومتين، والمطلوب توحيد كلمتها المحقة، لانها الفرصة الاخيرة قبل فوات الاوان، والبكاء على الاطلال وعندها لن ينفع الندم .

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: