✒️كتبت كريستيان الجميّل
وبسحر ساحر عادت التحركات المطلبية الى الشارع، على الرغم من أنها اختلطت يوم الأحد الماضي بتحركات ظاهرها مطلبي معيشي وباطنها سياسي حزبي.
ففي الظاهر، عاد الملف الإقتصادي المعيشي الإجتماعي الى الواجهة عقب الإرتفاع المتزايد بسعر صرف العملة والإرتفاع الجنوني بالأسعار من دون حسيب ولا رقيب، فما كان من الناس الاّ أن خرجت الى الشارع على شكل مجموعات صغيرة عمدت الى إحراق الإطارات وإقفال عدد من الطرقات.
الاّ أن هؤلاء الأشخاص فاتهم أنهم، وخلف تحركاتهم، كانوا يصرخون رفضاً لما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في يوم “سبت بكركي” ما أدى الى فضح تحركاتهم وأبعادها المحلية.
هذا السيناريو “البايخ” لم يعد ينطلي على أحد، فهو مكرر مستفز، يؤكد أن الحزب القابض على “أنفاس” المنطقة حُشر في الزاوية لا سيما بعد خطاب البطريرك الراعي والجماهير الحاشدة التي أيدت كلامه في الداخل قبل الخارج، فعاد الى لغة الشارع والضغط من الباب الإقتصادي والإجتماعي لحرف الأنظار وتغيير المسار.
وهنا لا بد من الإشارة الى أن ثورة 17 تشرين إنطلقت بالطريقة عينها قبل أن تكبر وتتحول الى كرة شعبية، حتى أن الحزب بحد ذاته لم يكن قادراً على تلقفها فانسحب منها.
لا يا سادة “زمن الأول تحوّل” والأمور لم تعد تُحسب بهذه الطريقة التي تم تجربها سابقاً، ولم تؤدِ الى أي نتيجة بل أوصلتنا الى ما نحن عليه.
الأزمة سياسية أولاً، وبعدها تحل الأزمات الأخرى والاّ فنحن منحدرون أكثر فأكثر نحو الجحيم.