متاحف بيروت والمناطق "على مدّ عينك والنظر" … ماذا تعرفون عنها؟

557529Image1-1180x677_d

لطالما كانت بيروت مقصداً للمعرفة الثقافية والتاريخية، وهو ما يتمثّل بأبرز المعالم التي تستقطب الزوار إلى جانب الأنشطة المسلّية والترفيهية، فالمتاحف والأماكن الأثرية والتاريخية والتراثية هي من أهم المواقع التي يمكن أن تستقطب الزوار والسياح من حول العالم، وتكاد تكون أبرز الأماكن التي تمثّل هذا التاريخ هي المتاحف المتنوعة التي يملكها لبنان، فماذا تعرفون عن هذه المتاحف ؟

متحف بيروت الوطني

يُعدّ من أشهر المتاحف في بيروت ويقع في شارع دمشق، ولهذا المتحف أهمية كبيرة في البلاد لما يحوي من تاريخ ومعلومات عن لبنان والحضارة.
يرتاد السياح بكثرة المتحف الوطني ليشاهدوا العشرات من القطع الأثرية الرائعة التي توضّح حقبات تاريخية مختلفة للبلاد والمنطقة، ومنها التماثيل الفينيقية المصنوعة من الرخام على هيئة أطفال، فعلى سبيل المثال لا الحصر التمثال الذهبي الذي وجد بالقرب من معبد بيبلوس ينال إعجاب كل من يراه.
التماثيل المعروضة في المتحف تعود إلى ما يزيد عن 6 قرون قبل الميلاد، إضافة إلى تابوت الملك أحيرام ” الذى حكمَ البلاد قبل عشرة قرون من التقويم الميلادي، وناوسَين مزخرفين تم إكتشافهما في مدينة صور في القرن الثاني ميلادي، بالإضافة إلى قطعٍ أثرية مصرية مهمة، وغيرها من الآثار الرائعة التي تستحق المشاهدة.

متحف أو قصر سرسق

يُعتبر هذا القصر من أجمل المتاحف التي يمكن أن تراها فى بيروت، فمالك هذا القصر الأثري هو نقولا سرسق الذى شيّده عام 1910 فوق هضبة "حي الأشرفية"، وقد وُهب القصر إلى الحكومة بعد وفاة سرسق بحسب وصيته، ليتحوّل إلى متحف للفنون الحديثة حيث تم لاحقاً افتتاحه أمام الزوار عام 1961.

يعرض المتحف مجموعة من الأعمال الفنية الإسلامية الرائعة و أعمال أدبية لفنانيين لبنانيين و عالميين حيث يضم المتحف ما يزيد عن 5000 قطعة أثرية وفنية من منحوتات ولوحات وتماثيل تعود إلى القرن الثامن والتاسع عشر لأشهر الفنانيين مثل شفيق عبود، سيمون مارتيان، أنطون اصفر ولوتى عضيمي وغيرهم من المشاهير، وبين العام 1953 والعام 1975 إستُخدم القصر لاستقبال الرؤساء والملوك.

المتحف الأثري في الجامعة الأميركية في بيروت

يُعدّ متحف "الجامعة الأميركية" AUB في بيروت من أهم وأقدم متاحف الشرق الأوسط، تم إنشائه عام 1868 ويقع في شارع بلس داخل حرم الجامعة، وهو يضم مجموعة من الآثار اللبنانية وأخرى من بلدان مجاورة لتغطي الفترة الممتدة من العصر الحجري حتى الإسلامي.

المتحف يتألف من ثلاثة أقسام يمكن أن نقول أن كلا منها يمثّل متحفاً بحد ذاته وهي:

  • متحف الآثار: أُنشأ عام 1868 ويُنّصف في المركز الثالث كأقدم متحف أثري في الشرق الأوسط، كونه يضم آثاراً منذ بداية البشرية حتى الحكم الإسلامي.
  • متحف "نباتات لبنان": إن كنت من هواة التعرّف على النباتات المختلفة فهذا المتحف هو وجهتك المثالية لامتلاكه أنواعاً مختلفة من النباتات من لبنان والبلدان المجاورة.
  • متحف "التاريخ الطبيعي": هو من أجمل المتاحف فى بيروت ويضم معروضات نباتية تم جمعها منذ 1850 ومعروضات من الطيور منذ عام 1870 بالإضافة إلى مجسمات لحيوانات، وهو يحتوي على نحو 15 ألف قطعة لحوالي 1200 صنف بيولوجي.

متحف الحرير- بسوس

وسط كروم الزيتون وجِلالها الحجرية القديمة والحدائق الخلابة، يمكنكم اكتشاف سر الحرير في متحف الحرير بسوس- قضاء عاليه الذي يُعدّ أحد أقدم معالم الحرير في لبنان، تم تدشينه في بلدة بسوس (قضاء عاليه) سنة 2002 بعد إعادة تأهيله، وهو يعرض تاريخ وكيفية صناعة الحرير في لبنان.

متحف روبير معوض الخاص

تم إفتتاحه عام 2004، وهو يشكل ملتقى الحضارات الإسلامية والمسيحية، عُرِفَ هذا المتحف قديماً بقصر هنري فرعون الذي تم تشييده في القرن التاسع عشر، وكانت جدرانه والسقف من الخشب و الرخام تزينها مربعات مزخرفة عليها كتابات باللغة العربية للأمثال والشعائر الدينية، وقد إشتراه لاحقاً رجل الأعمال روبير معوض الذي حوّله إلى متحف بعد إجراء تعديلات إستمرت مدة سبع سنوات ليضم المتحف 20 غرفة.

يحتوي المتحف على مجموعة كتب مثل الكتاب المقدّس بأربع لغات، وأول نسخة مطبوعة من القرآن الكريم في هامبورغ عام 1693. وقد حوّل هنري فرعون القصر الى لؤلؤة بيروتية، أما روبير معوض فقد أضاف إليه مجموعتين لا تقلان روعة وجمالاً:

  • المجموعة الأولى هي مجموعة مجوهرات اشتراها من المزادات العلنية في صالات Southby في لندن، من بينها ثاني أكبر ماسة في العالم وإسمها اكسلسيور، تأتي بعد ماسة التاج البريطاني من حيث النقاوة، ويبلغ وزن اكسلسيور 70 قيراطاً وتعود إلى عام 1893. ويُذكر أن روبير معوض كان قد اشترى هذه الماسة ب 12 مليون دولار أميركي، وأضاف إليها العقد الذي تزيّنت به الملكة البريطانية إليزابيث الثانية يوم زفافها.

ويحتوي أيضاً على أول علم لبناني وقّع عليه رموز استقلال لبنان عام 1931، والعلم موجود في غرفة طعام، حلّ فيها الجنرال الفرنسي شارل ديغول ضيفاً مدة ثلاثة أيام،
إضافة إلى ساعة من الزمرد تعود الى القرن السادس عشر، علماً أن هذا المتحف يمتاز بمشهدية طبيعية جميلة حيث أشجار الصنوبر و الزيتون والنخيل، فلا يفوتك إلتقاط الصور التذكارية، كل ذلك إلى جانب حديقة المتحف ذات المساحات الخضراء لتي تتوزّع فيها التماثيل والأعمدة الرومانية.

مركز بيروت للفن

إن كنتَ من محبي الفن فلا بدّ من زيارة هذا المركز الجميل الذي يُعدّ بمثابة متحف مكرّس للفن المعاصر في لبنان، وهو بدأ بمبادرة من ساندرا داغر ولميا جريج لإنتاج أعمال فنية جميلة بطابع محلّي معاصر للترويج لبيروت، ويتميز بمساحته الكبيرة والتي تكفي لمزيد من الأعمال الفنية التى تناسب كافة الأذواق.
وبالإضافة إلى وجود صالة مخصّصة لعرض أفلام وثائقية و عروض الآداء و مكتبة، يمكنك شراء الكتب المختلفة و المجلات لك أو لتقديمهل كهدايا تذكارية جميلة من القاعة المخصّصة لبيعها، كما ينظّم المركز ندوات وورش عمل وحفلات موسيقية رائعة بشهادة كل من شاهدها.

المركز يقع في محلة جسر الواطي، وهي منطقة صناعية على ضفاف نهر بيروت، تم تجديد المبنى من قبل المهندس المعماري رائد أبيلاما من مصنع إلى مساحة مكعب أبيض،حيث تحتل مساحة 1500 متر مربع طابقين، ويشتمل الطابق الأرضي على مساحة المعرض الرئيسية ومتجر كتب وقاعة، ويشتمل الطابق الأول على مساحة عرض ثانوية ومكتبة سمعية- بصرية ومقهى وشرفة والمكاتب الإدارية.

المتحف اللبناني للحياة البحرية والبرية

يحتوي المتحف على مجموعة معروضات بحرية تبلغ نحو 25 نوعاً من أسماك القرش في البحر الأبيض المتوسط، و30 صنفاً من نجوم البحر، إلى الحياة البحرية، ومجموعة حيوانات وطيور. يديره مؤسسه الدكتور جمال يونس وهو يقع في صور، مقابل نادي الإمام السابق.

بدأ العمل بالمتحف أوائل عام 2002، والمجموعة الموجودة فيه هي حصيلة جهد عشرين عاماً. ويضمّ أكثر من ألف نموذج من الحيوانات، إلى جانب الاكواريوم البحري، فضلاً عن مئة نوع من الحيوانات البرية كالذئب والضبع والطيور المهاجرة والمائية، وقد وجدت مستقراً لها في المتحف مع زواحف وسلاحف بحرية، وقطع رائعة من الزجاج تعود إلى العهد الفينيقي مستخرَجة من أعماق البحر.

متحف بيت بيروت

هو متحف ومركز ثقافي حضاري يؤشر الى حقبة من تاريخ بيروت  الحديث وبالتحديد الحرب الأهلية. يقع هذا المركز الثقافي في مبنى بركات الذي تم تجديده والمعروف أيضاً بإسم «البيت الأصفر» وهو معلم تاريخي صمّمه يوسف أفتيموس.
يحافظ الطابقان الأول والثاني من المتحف على طابع الدمار لتذكيرنا بتاريخ المدينة في زمن الحرب، مع الاحتفاظ بثقوب الرصاص ومتاريس القناصة في أماكنها الأصلية وكذلك ممتلكات فؤاد الشمالي وهو طبيب أسنان لبناني شغلَ شقة في الطابق الأول من المبنى منذ عام 1943، ويُعدّ الطابق الثاني من بيت بيروت بمثابة معرض دائم يحكي تاريخ بيروت منذ القرن التاسع عشر وما بعده، كما يتضمن المعرض الوثائق والسجلات وأرشيف البلدية.

متحف ميم للمعادن

يقع متحف "ميم" في حرم جامعة القديس يوسف قبالة المتحف الوطني، افتُتح في عام 2013 ويضم مجموعة من مقتنيات سليم إده من المعادن التي تُعرض بأساليب متطورة وتجهيزات بهدف إبرازها بشكل أمثل. ويحتوي المتحف أيضاً على أجهزة إلكترونية وألعاب، إضافة إلى كتيب الإرشاد التقليدي الذي تُعرض فيه المقتنيات مع التفسيرات المطلوبة.
وإضافة إلى المعادن، يضم المتحف مجموعة من الأسماك المتحجّرة التي اشتراها إده من بيار أبي سعد، الذي يملك مجموعة خاصة منها، وكان هناك غرفة إضافية في المتحف لإقامة المعارض الموقتة من مجوهرات وغيرها، إلى أن اتُخذ القرار بالاستفادة منها لعرض الأحافير كإرث لبناني قيّم لا تفريط فيه، مع الإشارة الى أن لبنان كان تحت سطح البحر قبل مليون عام، وتتوافر فيه أفضل الأحافير من الحقبة الممتدة بين 90 مليون إلى 100 مليون سنة قبل الميلاد، مشيرة إلى أن المتحف ينتظر التوسّع عبر إقامة زوايا خاصة للتاريخ الطبيعي في وقت قريب.

متحف مصرف لبنان

افتُتح عام 2013 ويضم مجموعات نادرة وثمينة من العملات القديمة منذ القرن الخامس قبل الميلاد، والمجموعة الكاملة من الأوراق النقدية اللبنانية منذ العام 1919، ومختارات من العملات العالمية، لذلك يُعدّ هذا المتحف مخزناً كبيراً لكنز من العملات العالمية النادرة وتاريخ اكتشافها.

كل ذلك، ويبقى العديد من المتاحف في لبنان التي لم نذكرها ومن بينها متحف "الصابون" صيدا، متحف "قصر دبانة - شارع المطران في صيدا، متحف "كيليكيا" انطلياس، متحف "آرام بيزكيان" جبيل، متحف "التراث والتقاليد الشعبية" - جامعة البلمند في الكورة ومتحف "الفن الحديث والمعاصر" في جبيل، فأي متحف ستزوروه أولاً؟

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: