✒️كتبت صونيا رزق
لدى اتصالنا بمصدر ديني بارز، لمعرفة كواليس وساطة البطريرك الماروني لحل المعضلة الحكومية، تمنى المصدرعلينا عدم ذكر إسمه، لانّ التصريح في هذه الظروف القاتمة لم يعد يفيد فالناس قرفوا وملّوا، وبالتالي لا يوجد اي موقف ايجابي لنطلقه، معلناً إستياءه الشديد مما يجري من تناحر لا ينتهي بين المسؤولين، على الرغم من الاوضاع الكارثية التي لم تساهم في اي مرة بلجم خلافاتهم .
وعلى خط وساطة بكركي، لفت المصدر الى انّ الانهيارات والكوارث التي يعيشها لبنان واللبنانيون، دفعت بالبطريرك بشارة الراعي الى نقل مواقفه من الدين نحو السياسة، بسبب إستشعاره الخوف الكبيرعلى مصير الوطن وابنائه، في ظل غياب أي بارقة امل بالحل، اذ يبدو السياسيون في مكان آخر بعيد عن هموم الشعب المحبط واليائس، خصوصاً الشياب المنتظر امام ابواب السفارات، طالباً الهجرة مهما كان ثمنها وتبعاتها، لانها لن تكون أسوأ من العيش في هذا الجحيم، اذ لم يترك الراعي مناشدة إلا واطلقها في الداخل، كذلك الى الدولِ الصديقة للإسراعَ بنجدة لبنان، كما كانت تفعل كلما تعرّضَ للخطر.
واشار المصدر الى انّ البطريرك يواصل مساعيه الانقاذية، إنطلاقاً من مركزه ودوره الديني الفاعل، مذكّراً بالعبارة الشهيرة التي رافقت الصرح البطريركي: “مجد لبنـان اُعــطي لبكـركي”، ولفت الى انها تعطي للبطريرك حق إتخاذ القرار الحاسـم في الامور المصيرية، التي من شأنها المحافظة على لبنان ككيان ووجود.
ورأى انّ على الجميع التعاون من اجل إسترجاع الوطن، لانه يتهاوى يوماً بعد يوم، فالجمهورية في وضع حرج وناقوس الخطر دق كل المستويات، إزاء ما يحصل في البلد من جوع وويلات وفقر، وإغتيالات ومخاطر امنية وبطالة وهجرة متواصلة، وتوترات وانقسامات سياسية، لذا فالازمات والانهيارات ستضع اللبنانيين أمام معادلة قد تقضي على السلم الأهلي وتطيح بالدستور، واصفأ الوضع بأنه في أسوأ مراحله، اذ لم نشهد مثيلاً له حتى خلال الحرب اللبنانية.
وختم المصدر الديني بتوجيه دعوة الى المعنيين بالتشكيلة الحكومية، للتعالي عن مصالحهم الخاصة والحصص والحقائب الدسمة، من اجل إنقاذ اخير للوطن المنهك بالجراح والمهدّد بالضياع…