تؤكد مصادر متابعة للملف الحكومي أن القيادة السعودية نفضت يدها من الرئيس المكلف سعد الحريري وحتى من لبنان على اعتبار أنها لم تعد قادرة على تحمل مغامراته الحكومية، والأرجح أن هذه الرسالة وصلت الى مسامع الحريري أكثر من مرة. ومن أبرز الأسباب الكامنة وراء هذا الموقف إشراك الحريري لحزب الله في الحكومة المزمع تشكيلها، وهذا ما لا يمكن أن تقبل به القيادة. لكن اللافت هو الموقف الروسي بالأمس الذي جاء داعماً لتشكيل حكومة برئاسة الحريري وكأنه رد على القيادة السعودية، وبالطبع لكل من القيادتين اعتبارها . في المقابل لا يبدو أن جبران باسيل وقف مكتوف اليدين، فهو بادر الى فتح قناة حوار مع المملكة بدليل الزيارة التي قام بها المستشار الرئاسي سليم جريصاتي الى السفير السعودي، ما يعني أن ليس لدى المملكة مشكلة في الحوار والإستماع الى ممثلين عن باسيل . وأخيراً يبدو أن ورقة التكليف قد سقطت من يد الحريري حتى لو بدا أنه متمسك بها بقوة وربما سنشهد تكليف شخصية لم تتلوث يداها بملفات الفساد ولا بالمحاصصة أو السرقات،
و تفضلها القيادة السعودية والأميركية والروسية وحتى السورية، وما تحتاجه الطبخة ليس أكثر من عامل الوقت وبعض الترتيبات داخل البيت اللبناني وداخل دوائر القرار الإقليمي والدولي ليصار بعدها الى إخراج مشهد حكومي جديد مختلف عن المشهد الذي لا يزال يعمل الحريري على إخراجه .
