Search
Close this search box.

هذه هي خطة البطريرك الراعي…

156008127_4156327461095027_6965581299403787352_n

✒️كتبت هيام عيد

بكركي لم تَقُل كلمتها من أجل توسيع الشَرخ بين اللبنانيين، بل من أجل توحيدهم تحت عنوان “الحوار”، ولو بمساعدة دولية، بعدما أقفلت كل الأبواب بوجه الإنقاذ من خلال تطبيق الدستور لا أكثر ولا أقلّ. وإذا كان السؤال الأكثر تداولاً لدى منتقدي مواقف البطريرك الماروني بشارة الراعي، يتمحور حول “من يقف وراء الدعوة الى المؤتمر الدولي”؟ فإن الجواب واضح لدى بكركي، كما لدى منظّمي التحرّك الشعبي إلى الصرح يوم السبت الفائت، وهو البحث عن الوسيلة “الوحيدة” المُتاحة من أجل الخروج من الأزمة التي تهدّد وجود لبنان ودوره في المنطقة والعالم.
ماذا بعد “إعلان بكركي”؟ تؤكد شخصية سياسية على تماس مع بكركي، واطلعت من البطريرك شخصياً على تفاصيل دعوته إلى الحياد، بأن البطريرك الراعي، رسم خارطة الطريق الواضحة والصريحة بالتعاون مع اللبنانيين في لبنان وفي الإنتشار، لإيصال أصواتهم إلى الأمم المتحدة، والطلب إلى المجتمع الدولي الداعم للبنان، ترجمة هذا الدعم من خلال مؤتمر دولي، يعيد وضع قطار الحل في لبنان على السكّة الصحيحة، من خلال تحييده عن “البركان” المشتعل في المنطقة، وإبعاده عن خطر الزوال والمجاعة والإهتزاز الأمني نتيجة الإحتقان السياسي، فطبول الحرب التي تُقرَع في ساحات عدة مجاورة، تضع الساحة اللبنانية في مدار خطير، في ظل نظرة دولية إلى الدولة على أنها فاشلة، ويأس من عواصم القرار الغربية والعربية التي تدخّلت في عملية تأليف الحكومة، من قدرة القوى السياسية على تكوين السلطة كنقطة انطلاق لتحديد مسار العمل الإنقاذي.
لا تقف دولة معّينة في الشرق أو الغرب وراء دعوة “الحياد” و”المؤتمر الدولي”، بل بكركي وحرصها على لبنان الدولة والوطن والرسالة، فالبطريرك الراعي قد وصل الى هذه المرحلة من تصعيد الخطوات ورفع الصوت عالياً، بسبب اكتشافه، بعد اتصالات كثيفة أجراها، عدم وجود أي اهتمام أو التزام من أي دولة كبرى أو صغرى، معنية بالوضع اللبناني، وذلك، على عكس ما يعتقده ويسعى إلى تسويقه وتصويره البعض، خصوصاً الذين يعتبرون أنه مدفوع من حسابات خارجية أو عواصم غربية أو عربية تدعم هذا الحراك. وتتحدث الشخصية المواكبة، عن “كذبة كبيرة” في هذا الإطار، وفي الواقع، فإن “التخلّي الدولي” عن لبنان، هو الذي حرّك بكركي من أجل لفت أنظار العالم إلى الأزمة اللبنانية المستعصية، وبالتالي، فإن الفكرة هي “صناعة لبنانية مئة بالمئة”.
وبالنسبة للمرحلة المقبلة، تكشف الشخصية نفسها، أن العمل الدؤوب قد انطلق من الصرح، ومن المقرّر أن تضع بكركي ورقة عمل تتضمن 3 محاور:
– التواصل الديبلوماسي مع كل الجهات الديبلوماسية في لبنان من أجل وضعهم في تصوّره لمبدأ المؤتمر الدولي للبنان برعاية الأمم المتحدة.
– استمرار التواصل مع القوى السياسية اللبنانية كافة، ومن المتوقع، في هذا السياق، حصول لقاء وشيك مع موفدين من “حزب الله”.
– استكمال التعبئة الإعلامية، مع الحرص على عدم تحوير الهدف، بل الدفع نحو توحيد الصفوف، للوصول إلى الحلول.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: