🖋كتب ملكار الخوري
لطالما أسَرَتْني هاتين الصورتين، دون إعجاب مطلق بصاحبَيهما.
كهلٌ لم تُفقده سنواته السبعة والثمانين ولا الإشتباكات الدائرة على بعد عشرات الأمتار من منزله بين أحزاب الجبهة اللبنانية وجيش الإحتلال السوري هيبته، وثباته وإحتقاره للخطر، كان بإمكانه البقاء خارج بيروت إلى حين إنقضاء المعركة.
لما لا؟
عاش النفي مع عائلته خلال الحرب العالمية الأولى، ونجا من غارات الألمان على لندن خلال الحرب العالمية الثانية، وصمد خلال ثورة الـ 58، ونجا من أكثر من محاولة إغتيال.
كان بإمكانه،
لكنه لم يفعل.
شابٌ في مقتبل العمر، يختار مواجهة جيش الإحتلال السوري على أرض المعركة، ويجد وسط ضجيج القصف والسلاح وقتاً لتفقّد الناس، والإستماع إليهم وطمأنتهم.
كان بإمكانه قيادة المعركة عن بُعد.
لما لا؟
إبن بيت سياسي يتربّع على رأس أكبر حزب مسيحي، رزق منذ أقل من شهر بطفلته الأولى، مايا، لامس الموت مباشرةً بالخطف، أو بالسير خلف نعوش رفاق وأقرباء، سقطوا في أولى سنوات الحرب.
كان بإمكانه، لكنّه لم يفعل…
(المقال منشور على موقع ليبانون ديبايت على الرابط التالي:
https://www.lebanondebate.com/m3/news/486870
وقد خصصه الكاتب للموقع في مناسبة النص، وقد تم اخذ الاذن من كاتبه لنشره على منصة LebTalks )