تصرّ مصادر نيابية قريبة من فريق 8 آذار، أن كرة الترشيح لرئاسة الجمهورية، ما زالت في ملعب رئيس تيّار "المردة" سليمان فرنجية، وإن كان لم يحصل سوى على صوتٍ واحدٍ في جلسة الإنتخاب النيابية السادسة، مشيرةً إلى أن هذا الصوت الواحد، حمل أكثر من رسالة إلى خصوم وحلفاء فرنجية في آن، مفادها بأن الدعم الذي يحظى به، ما زال قائماً وذلك على الرغم من الضجة التي أثارتها السجالات والتسريبات والمواقف النارية التي سُجّلت ضد هذا الترشيح على جبهة "التيار الوطني الحر"، قيادةً ومسؤولين ونواباً في الفترة الأخيرة.
وتكشف هذه المصادر لLebTalks، أن الرسائل الصاخبة التي خلقت موجةً من ردود الفعل السلبية بين "التيار الوطني" و"المردة"، من شأنها أن تنعكس سلباً وربما بشكلٍ كارثي على العلاقة المهزوزة في الأساس بين الفريقين. وبالتالي، فإن انفجار السجالات بهذه الوتيرة حول "أحقية" ترشيح فرنجية أو رئيس "التيار الوطني" النائب جبران باسيل، قد وضعته المصادر نفسها، في سياق كشف الأوراق والخيارات الرئاسية ولو أنه أتى من العاصمة الفرنسية التي شهدت حراكاً مصطنعاً لباسيل، تحت عنوان مواجهة تحديات المرحلة المقبلة وفي مقدمها تحدي مواجهة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية.
وعليه، تشير المصادر إلى أن تبادل الرسائل السياسية بين المرشحين باسيل وفرنجية من جهة وبين باسيل وفريقه السياسي من جهة أخرى، ما زال في مراحله الأولية، ولن تستقر الأمور على أية نتائج عملية في المدى الزمني المنظور، كون كلمة السر الرئاسية لم تصل بعد إلى المعنيين ما يجعل من التراشق الحالي، مجرد عملية ملء الوقت الضائع، خصوصاً وأن الحسابات الجدية والقرار النهائي أو الحسم ، لم ينضج بعد.
وفي هذا السياق ، تكشف المصادر، بأن استحضار اهتمام الخارج ومبادراته على مستوى الإستحقاق الرئاسي والتدخل من أجل وضع حدٍ للشغور في قصر بعبدا، لم ينجح إلى اليوم بتكوين مناخٍ ضاغطٍ باتجاه تسوية ما، وهو ما يجعل من واقع الجمود الحالي، مرشّحاً ليدوم بضعة أسابيع بعد، إن لم يكن أكثر، خصوصاً وأن المعطيات الديبلوماسية، تشير إلى أن الأطراف الدولية المتابعة لوضع لبنان، لم تبدأ بإيلاء أهمية استثنائية لهذا الشغور، رغم أنها تدعو بشكلٍ دائم لانتخاب رئيس الجمهورية.