لاح في الأفق تحرك على خط اللجنة الخماسية العربية والدولية لأجل لبنان. فقد أفادت معلومات مساء أمس أنّ سفراء دول اللجنة حدّدوا موعداً مع رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً الثلاثاء في إطار مسعى لتحريك الملف الرئاسي. كما لم يغب هذا الملف عن الاجتماع الذي عقده بري مع زعيم «الاشتراكي» السابق وليد جنبلاط في عين التينة مساءً.
وتقول مصادر مطلعة لـ «البناء»، إن هناك حراكاً دبلوماسياً قام به السفير السعودي وليد بخاري في بيروت مع سفير مصر وفرنسا، بالتزامن مع حراك لودريان تجاه الرياض والدوحة بعد لقائه في باريس الوسيط الأميركي اموس هوكشتاين. ورأت المصادر أن ما تقدم، يؤشر الى محاولات فرنسية من أجل فصل ملف انتخاب الرئيس عن الوضع في الجنوب والأوضاع في غزة، وأن على المعنيين توجّس ما يمكن ان يحصل لو تفاقمت الأمور، والذهاب الى إنهاء الفراغ الرئاسي في أسرع وقت ممكن، مع إشارة المصادر الى ان باريس اليوم ابتعدت عن الخيار الرئاسي الأول الذي أيّدته وذهبت الى طرح الخيار الثالث كنقطة وصل بين المكونات السياسية، في إشارة إلى قائد الجيش العماد جوزف عون، إلا أن الأمور لم تنضج بعد، نظراً إلى معطيات حصلت عليها «البناء» وتفيد بأن واشنطن ستسحب الملف الرئاسي من باريس في أقرب وقت وأنها تعمل عبر وسيطها هوكشتاين على ترتيب تسوية ضمن package كاملة.
ينطلق قطار ” اللجنة الخماسية”، في محاولة جديدة لمقاربة الطريقة الانسب لإنهاء الشغور الرئاسي.
وفيما يجري المستشار الأميركي آموس هوكشتاين مع المستشارة الرئاسية الفرنسية لشؤون الشرق الاوسط وشمال افريقيا السفيرة آن كلير لوجاندر مشاورات متواصلة، تتجه الأنظار الى الموفد الرئاسي المكلف جان- إيف لودريان الذي يعد ورقة يحملها الى بيروت، بعد زيارة يقوم بها الى كل من الرياض والدوحة، وهما الدولتان العربيتان في عداد اللجنة الخماسية الى جانب مصر.
وكتبت” اللواء”: تتوقف الورقة التي هي قيد الاعداد، حسب المصادر المتابعة، عند معادلة، لا غالب ولا مغلوب، وأن تكون شخصية الرئيس غير مستفزة، ونظيف الكف، بعيدا عن الفاسد، ومقبول من المجتمعين العربي والدولي، ضمن اقرار الالتزام بالقرارات الدولية لا سيما القرار 1701.
وحسب مصادر فرنسية، فإن الشق الأساسي يتعلق بمنع تدهور الوضع في جنوب لبنان، والحؤول دون اتساع الحرب في لبنان، عبر تأكيد اسرائيل وحزب الله احترام القرار 1701، حيث كلا الطرفين لا يحترمان هذا القرار، والحل لبنانياً بانتشار الجيش اللبناني بقوة جنوب الليطاني.
وحسب المعلومات، سيتطرق قائد الجيوش الفرنسية في تل ابيب الى الوضع في الجنوب ومنع حدوث اي توسيع الحرب، مع اقتراح إحياء اللجنة الثلاثية المكونة من ضباط لبنانيين واسرائيليين، والتي كانت تجتمع في الناقورة برعاية ضباط دوليين.
وفي ما خص مهمة لودريان، تراجع التفاؤل في الاليزيه بإمكان حدوث أي خرق في مهمته الجديدة في حال مجيئه، مع ترجيح مجيئه، في ضوء الاجتماعات التي تعقد على مستوى السفراء في بيروت، بمبادرة من سفير المملكة العربية السعودية وليد بخاري.
وحسب ما صرَّح به سفير مصر في بيروت علاء موسى، ان الحوار دائر بين سفراء الخماسية والاطراف اللبنانية، مشيرا الى اهمية التمديد لقائد الجيش، وبقائه في منصبه.
وهذا الامر، سيبحه السفراء مع الرئيس نبيه بري غداً، في عين التينة، حول عقد جلسات لمجلس النواب لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كاشفا ان معايير الرئاسية اتت من الكتل النيابية، رافضا طرح اي اسم للرئاسة من قِبل الخماسية.
وذكرت “النهار” ان بري سيستقبل غدا الثلثاء في عين التينة سفراء المجموعة الخماسية في بيروت التي تضم الولايات المتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية ومصر وقطر وذلك وسط توقعات بانعقاد ممثلي المجموعة في باريس قبل نهاية الشهر الحالي للبحث في دفع ملف ازمة الرئاسة في لبنان .