مفارقة لافتة تقدمت امس مع معالم انفراج في العلاقات اللبنانية – السعودية بفعل الموقف الذي اعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اول من امس معبرا عن الرغبة في إعادة العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي الى طبيعتها، الامر الذي لاقى صدى فورياً لافتاً من الرياض. هذا التطور بدا مؤشراً الى شيء ما يطبخ لإنضاج عملية إزالة الآثار المسيئة للعلاقات اللبنانية السعودية عقب حركة استثنائية حصلت على خط الرياض – باريس أيضا، وكلام عن اقتراب عودة السفير السعودي وليد البخاري الى بيروت. وفي انتظار مزيد من التطورات الإيجابية التي ترتبط بحرص متجدد لدى فرنسا والسعودية على منع انزلاق لبنان نحو متاهات إضافية خطيرة من الانهيار، بدا واضحاً ان ميقاتي دخل في ندائه الخليجي - السعودي قبل يومين على هذا الخط، فجاءه الرد امس عبر ترحيب وزارة الخارجية السعودية عبر حسابها على "تويتر"، بما "تضمنه بيان رئيس الوزراء اللبناني من نقاط ايجابية"، آملة أن "يسهم ذلك في استعادة لبنان لدوره ومكانته عربيا ودوليا"، مؤكدة "تطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام، وأن يحظى الشعب اللبناني الشقيق بالاستقرار والأمان في وطنه والنماء والازدهار". كذلك أصدرت وزارة الخارجية الكويتية بيانا مماثلا رحبت فيه ببيان ميقاتي.
مصادر مواكبة لمساعي رأب الصدع الخليجي – اللبناني الذي قادته باريس، كشفت لـ"نداء الوطن"انه سيكون على جدول أعمال اجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون نهاية الشهر الجاري مسألة إعداد إطار تنفيذي للعمل الخليجي المشترك حيال الملف اللبناني.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ»الديار»:»يبدو واضحا ان الرياض ايقنت ان كل آدائها تجاه لبنان كان خاطئا في المرحلة الماضية وانه بدل ان تضر حزب الله اضرت كل اللبنانيين الا الحزب وجمهوره لذلك هي بصدد العودة تدريجيا على ان تحاول لعب دور ما قبل الانتخابات النيابية خاصة وان نتائج استطلاعات الرأي التي تصلها ووصلت الدوائر الاميركية محبطة لجهة ان حلفاءهما لن يتمكنوا من تحقيق اي تسونامي يذكر بل بالعكس فان نتائج الانتخابات ستصب لصالح حزب الله الذي سيتوسع حجم الكتلة النيابية الداعمة له».وقالت مصادر ديبلوماسية عربية ولبنانية لـ«الجمهورية» ان السفير السعودي وليد البخاري سيعود الى بيروت نهاية الاسبوع الجاري او قبل بدء شهر رمضان مطلع نيسان المقبل على ابعد تقدير، بحيت تكون هذه العودة اولى ثمار الموقف السعودي واول نتاج للمبادرة الكويتية التي فتحت ثغرة في العلاقات بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي.