ب الصباحية: الترسيم يدخل مرحلة الحسم.. والجانب اللبناني ينتظر جواب هوكشتاين

8491136_1557414437 (11)

واقعياً لم تنقص حظوظ اتفاق الترسيم الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل ولم ترتفع خلال الساعات الأخيرة، بل بقيت متساوية على سكة "تدوير الزوايا" بمعيّة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، لكن ما حصل عملياً هو أنّ إبرام الاتفاق بالتوقيت الذي أرادته السلطة الحاكمة في لبنان تعرّض إلى "انتكاسة" موضعية حتّمت على الأرجح ترحيله إلى ما بعد الانتخابات التشريعية الإسرائيلية، بعدما نجح بنيامين نتنياهو في فرملة اندفاعة يائير لابيد والوقوف بالمرصاد لتوقيع اتفاقية الترسيم البحري تحت ضغط "حزب الله"، متباهياً أمس بالقول: "الضغط الشديد الذي مارستُه أنا وأصدقائي جعل لابيد ينسحب من اتفاقية الاستسلام مع لبنان في الوقت الحالي".هذا في اسرائيل، أما في بيروت، جاء ردّ السلطة اللبنانية متحفظاً "يتكمّش" بالاتفاق المبرم عبر الوسيط الأميركي كما بدا من تصريح نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الذي رفض تصديق "التقارير الإعلامية الإسرائيلية" أو التعليق عليها، واكتفى بالإشارة إلى أنه على اتصال مع هوكشتاين "كل ساعة" لحلّ المشكلات العالقة في الاتفاق، مشدداً على "إنجاز 90% لكن نسبة 10% المتبقية هي الحاسمة".ولفتت المصادر لـ"البناء" الى أن "الموقف اللبناني لن يتأثر بالكلام الإعلامي الإسرائيلي وغير معني به، ويهمه أن لا يستخرج الغاز من كاريش قبل توقيع التفاهم والإسرائيليون يدركون بأن حزب الله لن يتراجع عن تهديداته بالحرب إذا تمادى العدو، ما سيؤدي الى مواجهة قد تتدحرج الى حرب عسكرية لا مصلحة لـ"إسرائيل" بخوضها خصوصاً في ظل وضعها الداخلي المتشظي والظروف الدولية الصعبة والخطيرة".الا ان الثابت حتى الآن ان امكانية التوقيع عليه قبل الاول من تشرين الثاني تتضاءل بسبب خشية رئيس الحكومة يائير لابيد من انعكاسات سلبية على حظوظه الانتخابية. ولهذا يمكن التاكيد انه لم "يسقط وانما يترنح" والرهان يبقى على التدخل الاميركي لانقاذه في هذه الفترة الفاصلة والضيقة، بعد ان اكد مسؤول اميركي رفيع المستوى ان لبنان وإسرائيل في مرحلة حاسمة من المفاوضات والفجوات تقلصت ومن الممكن التوصل الى تسوية دائمة، وذلك بعد ساعات على كلام لاموس هوكشتاين اكد فيه ان اسرائيل لم ترفض الاتفاق وانما تعترض على بعض التعديلات.وفي المقابل ثمة تساؤل عما اذا كان الجانب اللبناني اثقل ملاحظاته وتعديلاته بما يمس جوهر الاتفاق الأساسي فذهب الرهان اللبناني على تحقيق انتصار كامل في تحصيل مطالبه في اتجاه هز الاتفاق وتهديده من الجهة الإسرائيلية. واما التساؤل الملح الثالث فهو يتصل بما اذا كان الوسيط الأميركي سيتمكن مجددا من منع انهيار اتفاق كان سيشكل اختراقا ديبلوماسيا كبيرا للولايات المتحدة، وهل يتمكن تاليا من منع تفاقم الأمور وتصاعدها نحو ملامح مواجهة عسكرية بدأت المخاوف منها حال اعلان إسرائيل رفضها التعديلات اللبنانية على مشروع الاتفاق.وقال مصدر رسمي معني لـ"الأخبار" إن لبنان أبلغ الوسيط الأميركي بأنه لن يتراجع عن التعديلات التي أرسلها، وأن على الولايات المتحدة أن تفي بوعودها لتسيير الأمور مع العدو. وكان الكلام الرسمي العلني هو ما قاله رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من أن على العدو أن يختار بين الاتفاق أو الحرب. كما أجرى مسؤولون فرنسيون اتصالات بعدد من الجهات اللبنانية المعنية بالمفاوضات، وبينها شخصيات رسمية، وقالوا إن الاجتماعات التي عقدت بين إدارة "توتال" والجانب الإسرائيلي أفضت إلى قبول الطلب اللبناني، وأن الشركة الفرنسية ملتزمة الطلب اللبناني بأن أي تسوية بينها وبين إسرائيل لا تخص لبنان، وأن عملها لن يكون مرتبطاً بأي موافقة مسبقة من إسرائيل.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: