ب الصباحية: العد العكسي انطلق للاحد الكبير.. والجيش على أهبة الاستعداد من اليوم

1_14

دخلت البلاد عملياً في مرحلة “حبس أنفاس” انتخابية، ترقباً لما ستفرزه صناديق الاقتراع غداً بعدما أدلى كل حزب ومرشح بدلوه على ساحة المعركة وأدى قسطه للعلى في محاولة استمالة الناخبين واستقطاب أصواتهم، بانتظار يوم “الحصاد” المنشود في 15 أيار.وعشية الإعتصام بحبل “الصمت”، احتدمت حدة التراشق الانتخابي بين جبهتي السلطة وقوى المعارضة والتغيير، فبلغ سقف المواجهة مداه بين الجبهتين تحت شعارات سياسية وسيادية اختزلت مجريات المعركة على أرض الواقع بخطابات بدت أشبه بـ”النداء الأخير” الذي يحثّ اللبنانيين على تحديد مصيرهم بأصواتهم عبر الاختيار بين مشروعين لا ثالث لهما، والإجابة تالياً في الصناديق على سؤال مركزي يحدد تموضعهم في المعادلة الوطنية: مع بناء الدولة أو بقاء الدويلة؟وتحت هذا العنوان العريض، ارتفع منسوب الحماوة خلال الساعات الفاصلة عن استحقاق الغد، وبلغ حدّ الغليان، لا سيما بين “حزب الله” و”التيار الوطني” من جهة، و”القوات اللبنانية” من جهة مقابلة.في هذا الوقت، لم يتأخر الجيش في إعداد العدّة والعديد لليوم الانتخابي يوم غدٍ الاحد، وقد استبقه بوضع خطة محكمة مقرونة بإجراءات استباقية في غير منطقة، نظراً لحساسية الموقف الناتج عن تحديات مرتبطة بالواقع الاقتصادي والمعيشي وصولاً الى السياسي. وبدءاً من اليوم، تم استنفار كل الوية الجيش وافواجه ووحداته بنسبة مئة بالمئة، وسيباشر بأوسع عملية انتشار على عموم الاراضي اللبنانية، لتأمين الاوتوسترادات الدولية والطرقات العامة ومراكز وأقلام الاقتراع والفرز، اذ سيكون الانتشار في كل مدينة وبلدة وقرية، من الدائرة الكبرى الى المتوسطة الى الصغرى وصولاً الى المحيط الملاصق لأقلام الاقتراع، على ان يعهد الى قوى الامن الداخلي التواجد داخل الاقلام، ولذلك تم تعزيز هذه القوى بوحدات اضافية تم سحبها من السجون ومحيطها وتم ملء الفراغ من قبل الامن العام اللبناني، بينما تتولى مديرية أمن الدولة متابعة العملية الانتخابية عملانياً لمكافحة ومنع كل محاولات التأثير على الناخب بالمال والترغيب او الترهيب مع تأمين استمرار تزويد مراكز الاقتراع والفرز بالكهرباء.تعليمات قائد الجيش العماد جوزاف عون صارمة، ممنوع التدخل او الانحياز او التخلف عن القيام بواجب حفظ سلامة أمن العملية الانتخابية، وكل من يتخلف ضابطاً كان ام عسكرياً عن هذا الواجب الوطني الكبير سيكون مصيره الطرد، فالامر لا يحتمل اي تلكؤ او تراخٍ كون المهمة صعبة انما “المؤسسة العسكرية قدها وقدود”.الجيش يتحرك كخلية واحدة، وبالاضافة الى تأمين سلامة العملية الانتخابية سيقوم بتوفير المحروقات والتغذية، وهناك شبكة من غرف العمليات تبدأ من القضاء الى المحافظة على ان تصب كل المعطيات في غرفة العمليات المركزية، بحيث ستكون الجهوزية عالية لاتخاذ القرارات والاجراءات المناسبة عند وقوع اي حادث ووأده في مهده.وايضاً العمل الاستباقي لم يتوقف، وكثير من الامور تمت معالجتها بصمت، خصوصاً بعدما توفرت معلومات عن سعي جهات تم تحديدها لاستثمار غضب عائلات ضحايا مركب الموت ودفع أموال لهم للقيام بتحركات ولإثارة إشكالات مسلحة يوم الإنتخاب كأن يتوجهوا نهار غد الاحد لإقامة صلاة الغائب في الميناء امام شاطئ البحر على الكورنيش، واطلاق النار كما يحدث في التشييع، ثم التعدي على اقلام الاقتراع في محلة القبة.كل هذه المعلومات تتم متابعتها ومعالجتها استباقياً وقد اتخذت الاجراءات الاستباقية الرادعة لمنع تحول اي حادث مشكلة كبيرة خارجة عن السيطرة، والامور تتابع ميدانيا عبر اجراءات محكمة وايضاً عبر اتصالات تأخذ طابع التحذير العالي السقف، لان لا تهاون مع اي محاولة لتعطيل الانتخابات في اي منطقة وحتى في اي قلم اقتراع. كل التقديرات تقول ان الانتخابات ستنجز بسلامة، انما بجهد استثنائي من الجيش الذي أُلقيت عليه، كما العادة، كل الاعباء بعدما صارحت الاجهزة الاخرى القيادات السياسية في اجتماع المجلس الاعلى الاخير انها تعاني نقصاً كبيراً في الامكانات وعدم قدرة على تحريك القوى لديها.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: