عاد الحديث الى ملف ولادة الحكومة الذي من المتوقع ان يبدأ النقاش به منتصف الأسبوع المقبل وتحديداً بين يومي الثلثاء والأربعاء. ويعوّل على التداول في الشأن الحكوميّ بعد الانتهاء من موضوع الموازنة الاثنين المقبل في المجلس النيابي، ومن ثم سيحصل التفرّغ تماماً إلى بحث مضامين التشكيلة الوزارية بين عون ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي. وتجدر الاشارة إلى أن ثمة رهاناً لدى رئاسة الحكومة لناحية امكان إنجاز موضوع الموازنة مطلع الاسبوع المقبل. وإلى ذلك، لا يمكن الحديث عن "خواتيم تنقيحية" أو اتفاق على المسائل كافة حكومياً بين الرئاستين الأولى والثالثة، بل هناك بعض المبالغة في تلويح البعض بـ"توافق على كلّ التفاصيل" لأنّ هذا لم يحصل حتى اللحظة.وعلم ان ميقاتي لم يحصل على التفاصيل النهائية للأسماء الوزارية التي يريدها العهد للاطلاع عليها وإبداء رأيه فيها وهو يعوّل على بلوغ هذه المرحلة في زيارة يعتزم القيام بها إلى قصر بعبدا بعد عودته الى لبنان.
في الموازاة، فأنّ "قوى 8 آذار بقيادة "حزب الله" مهتمة راهناً باستعجال تشكيل حكومة أصيلة تتولى إدارة البلد وتتسلّم صلاحيات رئاسة الجمهورية بعد انتهاء العهد من دون مشاكل دستورية، لكي تمرّ مرحلة الشغور الرئاسي بسلاسة فيكون شغوراً منظّماً تستطيع الحكومة في خلاله تسيير عجلة الدولة وتمرير الاستحقاقات والقرارات المطلوبة، على أن يبقى الكباش الرئاسي طاغياً على الساحة الداخلية ريثما يتأمن التوافق الإقليمي – الدولي المطلوب حول الاستحقاق الرئاسي... وعندما تأتي "كلمة السر" في هذا الصدد يصار إلى تحديد موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية وتُنجز المهمة".وقالت مصار مطلعة لـ"اللواء" انه بالتوازي مع الكلام المشجع عن ملف تأليف الحكومة تسجل الحركة المتصلة بالملف الرئاسي بعض التنوع من خلال سلسلة اجتماعات يمكن اعتبارها تمهيدية لأنها تتركز على مواصفات الرئيس العتيد لا اكثر ولا اقل.واكدت المصادر ان هذه الاجتماعات لم تتناول اسماء معينة لكنها تعمد إلى جوجلة اقتراحات شخصيات، على ان يتوسع النقاش في اقرب وقت ممكن، مشيرة إلى ان موضوع التأليف ينتظر بعض التفاصيل وانه على الارجح اقترب من الحسم قريباً إلا اذا حصل ما ليس في الحسبان.
وقالت مصادر مطلعة على الملف لـ "الديار" ان الدخان الابيض يفترض ان يتصاعد من اول لقاء يجمع ميقاتي بعون باعتبار ان الامور اصبحت عند خواتيمها والطرفين باتا مقتنعين بوجوب تقديم كل التسهيلات اللازمة لانجاز التأليف، من هنا فان التعديلات ستتناول وبشكل مؤكد وزيري المهجرين والمال فيما لم يحسم مصير وزير الاقتصاد ونائب رئيس الحكومة اللذين لا يزالا في دائرة الخطر».