لم تخرج الخلاصات المجمعة عن جولة وزير الدولة في وزارة خارجية دولة قطر محمد بن عبد العزيز الخليفي ، الذي يجمع اوراقه عائداً الى بلاده، على المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين في لبنان عن الدوامة التي تطبع ازمة الاستحقاق الرئاسي في ظل اقتراب الشغور الرئاسي من شهره السادس، بمعنى عدم تلمس أي إمكانات لاختراق الازمة بعد لاي تحرك خارجي معني بالتعامل معها.
وبحسب ما كتبت" النهار" فان هذه الخلاصة تختصر حال الانسداد السياسي المستمرة في الداخل، فانها لم تحجب أهمية الطابع الشمولي الذي اكتسبته جولة الموفد القطري والذي بدا واضحا انه من خلال لقاءات اليومين التي اجراها في لبنان ترك انطباعا واضحا على مرونة الدور الذي تلعبه بلاده وإمكانات توظيفه في الاضطلاع بمزيد من التحركات لحض الافرقاء اللبنانيين على الذهاب الى فتح صفحة متغيرة في الازمة من خلال التعامل بمرونة مع أفكار التسوية ومعادلات التسوية حول اختيار الرئيس الذي يحتاج اليه لبنان ويحظى بقوة دفع من المنظومة العربية والدولية. وإذ بدا ثابتا ان الموفد القطري حرص على إضفاء طابع وضع قدرات بلاده في تصرف أي اتجاه للتوافق اللبناني على خطوات انقاذية تنطلق من انتخاب رئيس الجمهورية، فان عدم تطرقه الى موضوع أسماء المرشحين لم يبدد دلالات تخصيصه لقائد الجيش العماد جوزف عون بلقاء اسوة بلقاءاته كبار المسؤولين الرسميين والقادة السياسيين الامر الذي اكتسب ابعادا حيال ما يتردد دوما عن تاييد الدوحة لترشيح قائد الجيش.
وذكرت "نداء الوطن" ان الوزير القطري طرح على محاوريه ثلاثة أسئلة هي:
1: ما هو التصور حيال أزمة الشغور الرئاسي؟ ولماذا تتوالد الازمات بدءاً من رئاسة الجمهورية مروراً بتكليف الرئيس الجديد للحكومة وصولاً الى تشكيل الحكومة
2: هل من مساحات مشتركة يمكن من خلالها التلاقي بين الافرقاء اللبنانيين لإنتاج الحلول لأزمات بلدهم؟
3: كيف يمكن الوصول الى مرحلة لا تتجدد فيها الازمات الراهنة في لبنان؟
لاحظت مصادر سياسية في خلاصة جولة الموفد القطري على القيادات والمسؤولين السياسيين اللبنانيين، لاخراج ملف انتخابات رئاسة الجمهورية من دوامة الجمود والتعطيل بفعل الانقسام السياسي الحاد حوله، مؤشرين مهمين، الاول ان التحرك الذي يقوم به بالتنسيق مع المملكة العربية السعودية كما اعلن، يأتي مباشرة بالتزامن مع التحرك الفرنسي وبعد عودة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الى بيروت في زيارة وصفت بالمهمة الى باريس، في مسار ملف انتخابات رئاسة الجمهورية، وكأنه بمثابة التفاف ضمني، على التحرك الفرنسي، وعدم رضى على المواقف غير المعلنة، بتاييد ترشيح فرنجية من جانب واحد، خلافا لتوجهات معظم دول اللقاء، والثاني الاطلاع على مواقف جميع الاطراف وجها لوجه، والاطلاع منهم، وعلى ارائهم بكيفية الخروج من المازق وحل الأزمة التي يعاني منها اللبنانيون على اختلافهم.
واشارت المصادر الى ان زيارة الموفد القطري، أعطت انطباعا لمعظم الذين زارهم، ومن خلال نوعية الأسئلة والاستفسارات التي طرحها، والمرفقة بسيل من الاستيضاحات وتقصي الاراء، بانه يحاول قدر الامكان، رسم خارطة طريق وبلورة الحلول الممكنة لحل الازمة الحالية، وقد يكون التحضير لمؤتمر، شبيه بمؤتمر الدوحة السابق، او مشابها له.
مصادر شاركت في اللقاءات مع الخليفي قالت لـ«اللواء» ان زيارته الاستطلاعية تأتي بالتنسيق مع الجانب السعودي، وفي اطار دور قطر التي تلعب دوراً ايجابياً تجاه لبنان بخاصة انها ضمن فريق الدول الخماسي الذي يبحث عن حل الازمة في لبنان، وهو يحث الاطراف اللبنانية على ايجاد الحل بالتفاهم والاتفاق على رئيس للجمهورية، وعندها لن يتخلى الاخوة في الخليج عن لبنان.
وتمنت المصادران تؤدي زيارة الخليفي الى انضاج تسوية يساعد فيها اصدقاء لبنان اللبنانيين، لان هناك استعصاء داخلي على الحل.
واوضحت مصادر اخرى اطلعت على لقاء الخليفي مع جنبلاط ان الاخير عرض موقفه الثابت بانتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لأحد وشرح وجهة نظره كاملة في مقاربة الازمة الرائسية لانتخاب رئيس يحظى بقبول غالبية القوى السياسية ويكون مقبولاً ايضاً من اصدقاء لبنان ودول الخليج بالحديد.