ب الصباحية اليوم: الحريري في عين التينة… الفرصة الأخيرة؟

1043744902_0_120_3077_1850_1200x0_80_0_1_be26df981452e088693a9ebd5ce070d9

 من المتوقع ان يزور الرئيس سعد الحريري اليوم عين التينة قبل الظهر، ويلتقي الرئيس نبيه بري، وبحسب المعلومات فان الحريري لن يعتذر مفسحاً في المجال امام إيجاد حل أو مخرج، ترددت معلومات انه من الممكن أن يقدّم الحريري تشكيلة حكومية جديدة على قاعدة الـ 24 وزيراً ، وفي ضوء موقف الرئيس ميشال عون منها، سيحدد ما اذا كان سيعتذر ام سيستمر في التكليف. ورجحت المعلومات انه في حال قرر الرئيس الحريري تقديم تشكيلة جديدة، فان ذلك سيكون محور لقاء عين التينة اليوم بين بري والحريري، علماً ان بري يمضي في التشاور مع خلية الازمة في قصر الاليزيه وسيستقبل اليوم أيضا السفيرة الفرنسية ان غريو.

وكشفت مصادر مواكبة للملف الحكومي لـ”نداء الوطن” أنّ بري طلب بدوره من “حزب الله” وضع حد لـ”دلع” رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل، موضحةً أنّ “رئيس المجلس طالب قيادة “حزب الله” بأن تمارس ضغطاً أكبر على باسيل لحثه على التعاون والإقلاع عن سياسة وضع العراقيل وابتداع العقبات تلو العقبات لإفشال المبادرة الحكومية”.

وكان بري قد استمهل الرئيس المكلف سعد الحريري قبل الإقدام على خطوة الاعتذار عن عدم التأليف ريثما يتضح مآل جهود “الفرصة الأخيرة” التي سيبذلها المعاون السياسي للأمين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل في سبيل إقناع باسيل بضرورة المضي قدماً في عملية تدوير الزوايا الحادة للخروج بصيغة حكومية توافقية لتشكيلة “محدّثة” من 24 وزيراً يحملها الرئيس المكلف إلى قصر بعبدا لوضع اللمسات الأخيرة عليها مع رئيس الجمهورية تمهيداً لإصدار مراسيم تأليفها.

لكن وبخلاف ما تردد مساءً من أنّ الحريري يعتزم زيارة قصر بعبدا في اليومين المقبلين لتقديم تشكيلته المحدّثة، أكدت مصادر واسعة الاطلاع أنّ “الحريري، وإن كان سيعمد في نهاية المطاف إلى تقديم مثل هذه التشكيلة لوضع الجميع أمام مسؤولياتهم، لكنّ ذلك لن يكون خلال الساعات المقبلة لأنه ما زال ينتظر أجوبة وأرضية جاهزة يبني عليها إقدامه على هذه الخطوة”، لافتةً إلى أنّ التواصل سيتكثف بين عين التينة وبيت الوسط، وقد يعمد الرئيس المكلف في ضوء ما سينقله إليه المعاون السياسي لرئيس المجلس النائب علي حسن خليل، إلى زيارة بري اليوم للتداول بالمستجدات وبإمكانية إحداث خرق في جدار التأليف إذا صدقت النوايا والجهود على مستوى الاتصالات الجارية بين “حزب الله” وباسيل.

وفي المقابل، تؤكد المصادر أنّ قرار تجميد خيار الاعتذار “بفعل تمنيات داخلية وخارجية”، سيبقى مرهوناً بسرعة إحداث تطور إيجابي في المواقف، وإلا فإن الحريري أكد أمام الجميع أنه “لن يبقى مكتوف اليدين طويلاً ولن يقبل بأن يستمرّ متفرّجاً على انهيار البلد بوصفه رئيساً مكلفاً غير قادر على التأليف”.

هذا داخلياً، أما خارجياً فرأت المصادر لـ”البناء” أن المناخات الدولية والإقليمية تقترب من التأثير على لبنان، سواء بما يمثله إنجاز الاتفاق النووي من مناخات إيجابية في المنطقة، مع تقدم الحوار السعودي الإيراني، والاقتراب من صياغة تسوية تنتج وقفاً للنار في اليمن، وما تتوقعه بعض الأطراف الأوروبية من نجاح قمة بايدن بوتين بإنتاج مبادرة نحو حلّ في سورية، تريح الأميركيين من عبء البقاء في سورية والعراق، وتنهي التأزم في العلاقة الأميركيّة التركيّة حول الملف الكردي، وتمنح روسيا وحليفيها في سورية وإيران فرصة تحقيق إنجاز إنهاء الحرب بشروطهم. وسجلت المصادر كمؤشرات على اقتراب المناخات الدولية الإقليمية من الملف اللبناني والتأسيس لمقاربات تحاكي الحلول، عودة الموفد الأميركي لمفاوضات ترسيم الحدود البحرية الى لبنان وتحركه لاستئناف التفاوض، والزيارة المرتقبة لمفوض السياسة الخارجية الأوروبية جوزيب بوريل للبنان قريباً، والتحرك الذي يقوم به البنك الدولي لتوسيع شبكة الأمان المالية للعائلات الفقيرة عبر مباحثات تهدف لنقل قرابة مليار دولار من قروض مخصصة للبنى التحتيّة الى تمويل البطاقة التمويلية.

وفي هذا الإطار، علمت “اللواء” من مصادر دبلوماسية واسعة الاطلاع، ان فريق الأزمة في الاليزيه، أجرى أمس الأوّل، جملة اتصالات تركزت بصورة خاصة مع رئيس المجلس والرئيس المكلف، من زاوية الحاجة إلى استمرار المبادرة وعدم الذهاب إلى الاعتذار، نظراً لتداعياته غير المحسوبة.

وكان مسوؤل فرنسي رفيع قد نفى لـ”النهار” “ما تردّد في شأن تأييد فرنسا تسلّم فيصل كرامي رئاسة الحكومة مشدداً على أن فرنسا ما زالت مستمرّة في تأييد الرئيس المكلّف سعد الحريري لتشكيل حكومة تخرج لبنان من الأزمة، وتطابق خريطة طريق الرئيس الفرنسي ماكرون”.

وكشف المسوؤل الفرنسي لـ”النهار” إن “العقوبات الفرنسية على بعض المسؤولين تمّ وضعها، ولكنه لن يكشف عن الأسماء؛ لافتا الى انه جرى ابلاغ الذين منعوا من الدخول إلى الأراض الفرنسية والحصول على تأشيرة شنغن. واكد ان باريس لن تعلن الأسماء، ولكنّها نفّذت العقوبات التي في الإمكان إلغاؤها، إذا انتهى تعطيل تشكيل حكومة.

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: