سابقة ديبلوماسية اليوم في السعودية، من حيث زيارة سفيرتين لدولتين كبريين دولة ثالثة بارزة في موقعها حيال لبنان للبحث في الازمة اللبنانية، الامر الذي دفع بعض الأوساط الى الاستنتاج بأن دولاً أساسية وعديدة بدأت تتعامل مع الواقع اللبناني كأن لا سلطة فيه بعدما سقطت كل معالم الثقة الدولية بهذه السلطة وبالطبقة السياسية. حتى ان بعض الأوساط الديبلوماسية والسياسية ابرز أهمية بعيدة المدى للتنسيق الأميركي الفرنسي السعودي، اذ تجري الان بلورة جهد ثلاثي من خلال التنسيق مع السعودية الراعية الأساسية لاتفاق الطائف حيال الازمة اللبنانية الراهنة. ويتركز هذا الجهد على الضغط المتعاظم على المسؤولين اللبنانيين لتشكيل حكومة جديدة، كما يتركز في الجانب الاخر على درس الجوانب الأكثر إلحاحاً في موضوع دعم القطاعات الأكثر حاجة للشعب اللبناني.
هذه الزيارة التي تتزامن مع وصول لو دريان إلى الرياض اليوم للقاء بن فرحان وولي العهد محمد بن سلمان، لبحث عدد من القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، قالت مصادر مطلعة لـ”لأخبار” إن زيارة السفيرتين مرتبطة بشقيّن: الأول، موضوع الحكومة، والثاني بطلب المساعدة للجيش.
في هذه الاثناء، وصل الى بيروت امس، منسق المساعدات الدولية من أجل لبنان السفير بيار دوكان في زيارة تستمر حتى الثلاثاء المقبل، يلتقي خلالها الفاعليات الاقتصادية والسياسية. وتهدف الزيارة، وفق بيان عن السفارة الفرنسية، الى «متابعة المساعدة الفرنسية والاستمرار في حض وتحفيز الشركاء الدوليين وتحديد الاحتياجات من اجل مؤتمر الدعم 3 الذي سيخصص للشعب اللبناني والذي سينظم قريباً».
للبحث في التحضيرات لمؤتمر باريس3 لدعم لبنان، والاطلاع على مجمل الاوضاع والاحتياجات اللبنانية.
الحريري اتخذ قراره
في هذا الوقت، لفتت أوساط مطلعة عبر “اللواء” إلى أن التدهور الحاصل في البلد على صعيد عدة ملفات وقطاعات لا يمكن أن بجد له أي سبيل للمعالجة مع انعدام الأمل في تأليف الحكومة خصوصا أن كان اعتذار رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري بات مرجحاً وينتظر نقطة الصفر.
وقالت الأوساط أن هذا المشهد بات يفرض نفسه وإن أي مساعدات خارجية متوقعة للبنان لن تكون الا على شاكلة مساعدات انسانية.
.ووفق ما نقلت مصادر مواكبة للملف الحكومي، فأنّ الحريري وضع أعضاء كتلته النيابية في أجواء “العناوين العريضة لخياراته في هذه المرحلة تحت وطأة استحكام النهج التعطيلي في أداء العهد وتياره وإجهاضهما كل المحاولات والمبادرات الآيلة إلى تأليف حكومة إنقاذية من الاختصاصيين”.
وبحسب “النهار” أشار الحريري الى السبب الاساسي لعدم التشكيل هو تعنّت فريق العهد الذي لا يريد حكومة، وفق التعبير الذي استخدمه مباشرة. ولفت الحريري أمام نواب كتلة المستقبل إلى أنّه وافق على التكليف لأنه قارب وضع البلد واستعدّ لخوض مهمّة وقف الانهيار، من ضمن تصوّر قائم على تأليف حكومة من اختصاصيين غير حزبيين. ورأى أن البلاد تتّجه فعليّاً مع كلّ يوم إضافي إلى مزيد من الانهيار، والشعب اللبناني يفتقد القدرة على التحمّل. وانطلاقاً من هذه الصورة، وضع الرئيس المكلّف على طاولة الخيارات أمام أعضاء كتلة “المستقبل” مجموعة أفكار ومقترحات سيعمل على دراستها، بما في ذلك خيار الاعتذار عن عدم التأليف الذي عاد ليبرز كاحتمال أساسيّ بين مجموعة الأوراق التي يحملها في يده، من دون أن يعني ذلك اتّخاذ قرار بالاعتذار حتى الآن.