بدت خطوة الرئيس نبيه بري "مفاجئة" حتى الى أقرب المقربين، بينهم عضو كتلته النيابية النائب قاسم هاشم الذي بدا غير عالم بخطوة رئيس كتلته، فصرح صباح امس ان بري "سيتريث بالدعوة الى جلسة". لكن في المضمون، بدت خطوة بري استباقاً للقاء موفد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت، الذي افتتح الاحد الماضي جولة مشاورات إستهلها بلقاء مع الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، فاراد بري قبل استقبال المطران عبد الساتر، ان يكون فتح ابواب البرلمان للاستحقاق الرئاسي مجدداً خارج التأثير من المسعي البطريركي. في المقابل، أشارت معلومات الى ان نصرالله، وبناء على المحادثات مع موفد الراعي، أعطى "الضوء الاخضر" لحليفه بري كي يمضي الى تعيين الجلسة، وهذا ما حصل.وتشير آخر الاحصاءات الى ان الجلسة المقبلة، ستشهد إقتراع 45 نائباً لمرشح الثنائي فرنجية، وعلى الارجح فسيستخدم السلاح الأبيض (أوراق بيضاء)، إخفاء لهزالة حجم التأييد له، فيما سينال مرشح المعارضة جهاد ازعور 63 صوتاً. وفي هذه الحالة ستكون هناك دورة إقتراع ثانية، إلا إذا قرر "حزب الله" العودة الى مربع الجلسات الـ 11 السابقة، فيتم إفقاد النصاب كي لا يفوز ازعور.
الهدف من مسارعة رئيس المجلس لتحديد موعد الجلسة 12 نزع الحملات المتوقعة ضده، اذ ما تأخر، فهو رفع المسؤولية عنه، مع علمه المسبق ان الموعد جاء من دون وصول توافق على شخصية الرئيس العتيد، وبالتزامن مع بيان للمكتب السياسي لحركة «أمل» وصف فيه ترشيح ازعور بالامر المريب، وهو ترشيح «للتخريب» تعبير البيان الأملي..
ترجح مصادر نيابية ان تتصدر «الورقة البيضاء» المشهد في الجلسة المقبلة، خصوصا ان ثمة توجها من قبل «الثنائي» وحلفائه بالاتفاق مع فرنجية على عدم «حرق اسمه»، والاكتفاء بالاقتراع «بالورقة البيضاء» والاستفادة من اصوات المترددين او الفئة «الرمادية» بوضعها في مواجهة اصوات ازعور المفترضة. هذا الخيار لم يتخذ بعد، وثمة اكثر من سيناريو تتم دراسته لدى الفريق الداعم لفرنجية، لكنه احد الخيارات بحسب تلك المصادر. في المقابل، يدرس عدد من النواب المستقلين تسمية اسم ثالث للتمايز عن فرنجية وازعور، ولقطع الطريق خصوصا على «الثنائي الشيعي» في «لعبة» الورقة البيضاء !
