دخلت البلاد في مرحلة العدّ العكسي لتأليف الحكومة مع تحديد 48 ساعة لتوجّه الرئيس المُكلّف نجيب ميقاتي الى قصر بعبدا، على اعتبار أن اليوم هو يوم حداد عام على رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، الراحل الشيخ عبد الأمير قبلان.
فالاتصالات والمشاورات التي عقدت أمس على أعلى المستويات، أشاعت نوعاً من الايجابية، التي لم يستطع أحد جزم وصولها الى خواتيم سعيدة، بعد تجربة الاسبوع الماضي.
وكانت مصادر مقربة من الرئيس ميقاتي أفادت "النهار" أنَّ الحكومة في طريقها إلى التشكيل بعد تذليل العقبات، معتبرة أنَّ أحداً لا يستطيع تحمل مسؤولية التعطيل. ولكنها في الوقت نفسه تتخوف من التفجير المفاجئ في أخر لحظة، ولفتت الى أنَّ الرئيس ميقاتي قدم عبر وساطة اللواء عباس ابراهيم تشكيلة حكومية بالتشاور مع كل الأطراف، أولهم رئيس الجمهورية.
وفي هذا الاطار، قد تشهد عملية توزيع الحقائب بعض التعديلات، اذ وبحسب صحيفة "اللواء"، فان حقيبة الاشغال التي كان يُفترض انها من حصة حزب الله قد تصبح من حصة تيار "المردة" بدل حقيبة الاتصالات، ما استدعى البحث عن حقيبة جديدة اساسية للحزب ربما تكون الصحة، اذا وافق الرئيس نجيب ميقاتي على منحه اياها وهي التي كانت محسوبة على الرئيس سعد الحريري الذي سمّى لها الدكتور فراس ابيض، وبناء عليه يجري التداول في اي حقيبة ستعطى للسنّة بدل الصحة، وهناك من طرح ان تؤول الاتصالات لهم بدل الصحة، وقد سبق ان شغلها تيار المستقبل اكثرمن مرة، او تؤول الاتصالات الى من يقترحه حزب الله، على صعوبة ذلك بالنسبة للمجتمع الدولي الذي يفرض عقوبات على الحزب ويرفض التعامل مع أي وزير يقترحه لأي حقيبة.
لكن مصادر المعلومات اجمعت على ان التعقيدات قابلة للحل وان الساعات الاربع والعشرين او الثماني والاربعين المقبلة ستكون حاسمة إيجاباً او سلباً.
في المقابل، لفتت معطيات "نداء الوطن" الى أنّ "اتصالات أميركية وفرنسية جرت مع رئيس الجمهورية والرئيس المكلف في الساعات الـ48 الماضية وفتحت باب الحل للعقدة الأخيرة المتمثلة بوزارة الاقتصاد التي يريدها ميقاتي من حصته، فأصبح هذا الأمر مسلماً به ليتركز البحث تالياً حول كيفية إجراء تبادل بين هذه الحقيبة وحقيبة أخرى يصار إلى ضمها لحصة عون بدل وزارة الاقتصاد".
