ب الصباحية: توتر في الجنوب.. خلط اوراق داخلية وخوف من تدهور الوضع الأمني

IMG-20230407-WA0011


في ما شكل التصعيد الأخطر والاوسع منذ الحرب الاسرائيلية على لبنان عام 2006 ، وبما يشكل تاليا الانتهاك الأخطر للقرار1701 ، والتحدي الأشد خطورة لسلطة الدولة اللبنانية والجيش اللبناني ولقوات اليونيفيل، وفي استباحة تضع لبنان في فوهة خطر انفجار مواجهة عسكرية مع إسرائيل على وقع التوتر الشديد المتصاعد بعد اقتحام القوات الإسرائيلية للمسجد الأقصى في القدس الذي اثار ترددات غاضبة عالمية، وبالتزامن مع وجود رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية في بيروت التي وصلها اول من امس، حصل التطور البالغ الخطورة بعد ظهر امس باطلاق صليات بعشرات الصواريخ من سهل القليلة على الجليل الغربي في إسرائيل متسببا بوضع يهدد لبنان برد انتقامي إسرائيلي بما قد يستدرج مواجهة واسعة. ومع اتهام الجيش الإسرائيلي لحركة حماس بهذا التصعيد لم تبق الأنظار محصورة بما كان يسمى غالبا بالصواريخ اللقيطة التي تطلقها فصائل فلسطينية "غير منضبطة" ومتفلتة في منطقة الجنوب، اذ يصعب تصور اطلاق ما قدرته وسائل اعلام إسرائيلية بنحو مئة صاروخ في اقل من عشر دقائق بما يعني امتلاك الجهة القاصفة قدرات صاروخية "مرموقة" وكبيرة على يد فصائل صغيرة ومن دون تغطية ضمنية ومقصودة من القوة الميدانية الأبرز في المنطقة أي "حزب الله". وقادت هذه التقديرات تاليا الى الافتراض ان ثمة عملا عسكريا منسقا ربما جاء بقرار إقليمي أيضا وراء هذا التطور بدليل وجود الزيارة المتزامنة مع هذا التطور لاسماعيل هنية في بيروت.
وقبل عودة الهدوء، نفذ الجيش اللبناني انتشارا مكثفا وواسعا على الحدود مع إسرائيل، لتحديد موقع إطلاق الصواريخ التي عثر عليها لاحقا. وفتح تحقيق مشترك بين الجيش وقوات الطوارئ الدولية للكشف عن الجهة التي تقف خلف إطلاق الصواريخ. وسيرت قوات الطوارئ الدولية العاملة في لبنان دوريات مؤهلة في المناطق الحدودية، وتم رصد تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية بأجواء جنوب لبنان.

وقالت المصادر ان التوتر الحاصل وردود الفعل المتوقعة عليه، تؤشر بوضوح الى تداعيات ونتائج غير محمودة، لاسيما اذا كان الرد عليه حصل داخل الاراضي اللبنانية وليس خارجها.
واشارت المصادر إلى ان التصعيد الحاصل،زاد من حدة الاشتباك السياسي الداخلي القائم بين اللبنانيين حول الانتخابات الرئاسية، وقد يعيد الامور إلى نقط الصفر، اذا زادت الاوضاع سوءا عما قبل، وتدهورت الاوضاع نحو الأسوأ خلال الأيام القادمة.
وفي هذا السياق، تلقت الجهات الرسمية اللبنانية تحذيرات جدية من سفراء غربيين من وجود نيات اسرائيلية تصعيدية، دون معرفة حدود هذا التصعيد ومكانه، لكن الاجواء حتى ساعات متقدمة من مساء امس كانت ضبابية ومقلقة ويمكن القول انها «تهويلية» من قبل عدد من السفراء، تزامنا مع مساع لمحاولة لجم اي تصعيد وحصره ضمن حدود «مقبولة». وهو امر لم يحصل احد في الداخل والخارج على ضمانات حوله من حزب الله الذي سبق واعلن في مناسبات عديدة انه لن يسمح للاسرائيليين بتغيير «قواعد الاشتباك»، فيما يتحمل وحده مسؤولية التصعيد الخطر على كامل الجبهات في ظل حكومة يمينية متطرفة تتجاوز «الخطوط الحمراء» كل يوم.
وشددت مصادر «البناء» على أن حزب الله لم يطلق أي صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كيان الاحتلال بل إن مصادر الصواريخ هو منظمات فلسطينية»، مستبعدة «توسع نطاق التوتر وتدحرج الأمور الى حرب عسكرية»، متوقعة أن تتراجع «إسرائيل» عن تهديداتها لأسباب عدة أهمها انشغالها بالانقسام الداخلي والانكفاء الأميركي عن ملفات المنطقة وتوحّد جبهات المقاومة من لبنان الى سورية الى فلسطين والقرار المتخذ من حركات ودول محور المقاومة بتوحيد الجبهات ضد اي حرب تشنها «اسرائيل».

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: