ب الصباحية: حركة لافتة للسفير السعودي.. ورسالة واضحة للمعنيين

bu5ari


بدا ان ثمة بعض رياح تفاؤلية او مريحة نسبيا الى الحركة الداخلية الناشطة علها تؤدي الى "حل من داخل" ، وهي أجواء تعكس دفعا واضحا لانتخاب رئيس الجمهورية العتيد قبل تموز المقبل موعد نهاية ولاية حاكم مصرف لبنان.
وانشغلت الأوساط السياسية بالتحرك الذي باشره امس السفير السعودي وليد بخاري غداة عودته الى بيروت من الرياض، علما ان المعطيات، والقليل من التصريحات التي ادلى بها، لم تخرج عن الاطار المبدئي الثابت لموقف المملكة العربية السعودية الذي يشدد على استعجال انتخاب رئيس الجمهورية، وبدا الفارق الإضافي في تصريحاته امس انه لفت الى عدم ارتضاء استمرار الفراغ الرئاسي وتنبيهه الى تاثير الازمة على الاستقرار. وعقب زيارة بخاري لعين التينة ولقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، نقل عنه قوله: "لا نرتضي الفراغ الرئاسي المُستمر الذي يُهدِّد استقرار الشعب اللبناني ووحدته" مضيفا "الموقف السعودي يُشدِّد على ضرورة الإسراع بانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية قادر على تحقيق ما يتطلّع إليه الشعب اللبناني الشقيق".
واستوقف المراقبين، ان توقيت معاودة السفير السعودي تحركه، أتى مباشرة بعد موقف اميركي حازم من الخارجية الاميركية دعا الى انتخاب رئيس "متحرر من الفساد وقادر على توحيد البلاد"، ما اوحى بوجود تناغم بين واشنطن والرياض التي بدت حريصة على عدم حصول أي تناقض مع الولايات المتحدة بعد التعقيدات التي مرت بها اخيراً العلاقات الثنائية سواء بالنسبة للعلاقات مع النظام السوري او بالنسبة لاتفاق بكين بين السعودية وايران. ومن شأن هذا التناغم في العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية ان ينهي عملياً التفويض الاميركي لباريس ومحاولتها احتكار إدارة الملف الرئاسي اللبناني، بعدما ثبت ان الاليزيه لم يكن على قدر هذا التفويض بعد الانحياز المفضوح لمصلحة المحور الذي يأتمر بأوامر إيران.
ونقلت" اللواء" عن بعض الذين التقاهم السفير بخاري، بانه لم يحمل جديدا بمواقف وتوجهات المملكة من الملف الرئاسي، كما اوحى البعض، وإنما على عكس ذلك، اعاد تأكيد موقف بلاده، بأن الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي لبناني، والمملكة لاتدخل فيه، وعلى اللبنانيين ان يختاروا بأنفسهم من يمثلهم في رئاسة الجمهورية، والمملكة تتعاطي مع الرئيس المنتخب، ايا يكن استنادا إلى نهجه وسياساته وتصرفاته داخلياوخارجيا، والتي تحفظ مصلحة اللبنانيين، وتحافظ على علاقاته مع اشقائه العرب، وليس إلى شخصه.
وقالت المصادر أن السفير كرر المواصفات التي تراها المملكة بالرئيس المقبل، وتجنب الدخول في التسميات، لا من قريب أو بعيد.

وقالت مصادر عين التينة لـ «اللواء»: ان تصريح السفير بخاري يعكس جو الحديث، كما ان صورة بري مع بخاري (وهما يمشيان مبتسمين) تعكس الجو المريح والايجابي الذي ساد اللقاء، حيث كان توافق على ضرورة استعجال انتخاب رئيس للجمهورية.

وكتبت" الديار": في معلومات مؤكدة، ان السعودية ابلغت الجميع انها لن تتدخل في الاستحقاق الرئاسي اللبناني وهي تطلب من ايران عدم التدخل في شؤون المنطقة، وبالتالي «كيف سنتدخل في شؤون لبنان»، والرياض ستتعامل مع اي رئيس لبناني حسب ادائه، مع استبعاد اي تقارب سعودي مع حزب الله، والتاكيد على الانفتاح على سوريا والتعاون معها في معظم الملفات وتحديدا الامنية، بالمقابل هناك تشدد سعودي وعربي في ضرورة قيام سوريا بالمساعدة في وقف تهريب الكبتاغون الى دول الخليج، وهذا الملف شرط سعودي وعربي.
ووفق معلومات «البناء» فإن السفير السعودي مكلف من قيادة بلاده القيام بسلسلة زيارات على المسؤولين لشرح الموقف السعودي أولاً وحثّ اللبنانيين على انتخاب رئيس وإنجاز باقي الاستحقاقات ثانياً والتأكيد على الاستقرار الأمني والسلم الأهلي ودعم بنية المؤسسات ثالثاً، والمساعدة عبر التوفيق قدر الإمكان بين الكتل النيابية للتوافق على الرئيس المقبل. وتضيف المعلومات أن التوجيهات السعودية الجديدة تأتي انسجاماً مع الأجواء الإيجابية التي رافقت التفاهمات والاتفاقات الجديدة بين السعودية وإيران وبين السعودية وسورية.
وأشارت مصادر مطلعة على الموقف السعودي لـ«البناء» الى أن «المملكة لم تدخل في لعبة الأسماء والمرشحين ولم تدعم أحداً ولم تضع فيتو على أي مرشح، وبالتالي لم تدعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية ولم تعلن رفضه، بل تركز على ضرورة انتخاب رئيس بتوافق لبناني داخلي وأن لا يكون مستفزاً للسعودية ومعادياً لها ولدول الخليج، وهي ستتعامل مع رئيس بالمواصفات التي طرحتها وتركز على الاستحقاقات المقبلة لا سيما على شخصية رئيس الحكومة التي سيشكل الحكومة المقبلة وشكل هذه الحكومة والسياسات المقبلة على المستويات كافة».

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: