ب الصباحية: حوار المفرق لم يصل الى نتيجة.. فهل يتم الغاء حوار الجملة؟

لبنان-تعلن-العثور-على-مواد-نووية-خطيرة-1

على وقع احتدام الغضب الشعبي وملامح سخونة الشارع المنذرة بتصعيد متواصل في الساعات والأيام المقبلة خصوصا إذا تمادى تحليق الدولار وخرقه المتواصل للأرقام القياسية التاريخية وارتفاع اسعار المحروقات في شكل دراماتيكي، اتسم مشهد اللقاءات التي باشر رئيس الجمهورية ميشال عون بإجرائها امس بالكثير من القتامة من الناحية السياسية حسب "النهار" حيث بدا واضحا ان عون الذي أحرجته مقاطعة قوى أساسية لم يشأ التراجع، لكن حركته كشفت انه يجري "مونولوغ" سياسي لاستمزاج آراء كتل “أهل بيت 8 آذار” في شأن عقد طاولة الحوار التي كان دعا اليها منذ اسابيع على ان يستكمل المشاورات اليوم. وفيما رحب “حزب الله” والنائب طلال ارسلان بالدعوة، برز رفض “المردة” تلبيتها.وبدا لافتا ان رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد تحدث عن موافقة “حزب الله” على الحوار بصيغة الماضي كأنه يضمر معرفة واقتناعا بان عون لن يمضي في هذه الحركة وتساءلت أوساط معارضة للحكم وحلفائه في هذا السياق عبر "النهار" عمن يعطل الحكومة ومجلس الوزراء في ظروف كارثية، ومن الأدعى إلى الاتعاظ بكلام رعد من حزبه الذي يجهض الفرص تلو الفرص لوقف انزلاق لبنان نحو اخر متاهات الانهيار. ولفتت هذه الأوساط إلى ان رئيس كتلة “حزب الله” لم يسمع في بعبدا حتما سؤالا عما يعتزم الحزب القيام به اليوم في الضاحية الجنوبية تحت شعار تنظيم ندوة لما يسمى المعارضة السعودية، وأين يندرج المخطط المكشوف للامعان في تدمير علاقات لبنان بدول الخليج العربي ولا سيما منها السعودية ذلك في “النصيحة” التي تبرع بها رعد للآخرين من قصر بعبدا الساكت عن السياسات المدمرة لحليفه.وأكدت مصادر متابعة لـ"الجمهورية" ان قرار الحوار او اللاحوار سيتخذ في ضوء المشاورات الثنائية التي يجريها رئيس الجمهورية. وقالت هذه المصادر ان عون يعتقد انه يقوم بما عليه في محاولة أخيرة له خلال العهد لعقد مؤتمر حوار للاتفاق حول نقاط مفصلية شديدة الاهمية تحدد مصير البلد، فإذا لم يتمكن من ذلك يكون قد أدى قسطه الى العلى، خصوصا ان البلد على ابواب انتخابات نيابية ستترافَق مع توترات وتشنجات سياسية ربما تساهم طاولة الحوار في التخفيف من حدتها.ولحظت المصادر ان الاجواء لا تبدو مشجعة حتى الآن، فمن لبّوا الدعوة الى المشاورات الثنائية وابدوا رغبتهم بالمشاركة في الحوار يُعدّون من لون واحد، حتى ان اعتذار رئيس تيار «المردة» سليمان فرنجية عن المشاركة في الحوار شكل نكسة للفريق الواحد أولاً، وللتمثيل المسيحي ثانياً، بحيث ستصبح الطائفة المسيحية ممثلة على طاولة الحوار فقط بـ»التيار الوطني الحر» وحزب «الطاشناق» والحزب السوري القومي الاجتماعي بعد رفض «القوات اللبنانية» المشاركة واعتذار تيار «المردة». تماماً كما سيكون عليه التمثيل الدرزي في حال ابلغ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط رسميا الى رئيس الجمهورية اعتذاره عن المشاركة في طاولة الحوار سواء هو شخصيا او نجله رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب تيمور جنبلاط (وهذا الاعتذار الجنبلاطي مرجّح). كذلك فإن التمثيل السني سيكون ضعيفا جدا بعد اعتذار الرئيس سعد الحريري وتيار «المستقبل» عن المشاركة، فيما سيحضر ميقاتي الحوار بصفته رئيسا للحكومة وليس رئيس كتلة «الوسط» النيابية او كممثل لنادي رؤساء الحكومات السابقين… ثم ان هناك بين الذين يتم التشاور معهم من يرى ان الاولوية الان هي للوضع المعيشي والمالي والاقتصادي الكارثي وان اللبنانيين لا يأبهون بالبنود المطروحة على طاولة الحوار حيث تنصَبّ اهتماماتهم على تأمين ربطة الخبز ومقومات الصمود اليومية… وعليه فإن القرار النهائي بانعقاد طاولة الحوار من عدمه سيتخذه عون اليوم بعد اجرائه تقييماً لنتائج المشاورات يأخذ في الاعتبار كل هذه العوامل، بحسب معلومات «الجمهورية».وعلى رغم المفاجأة التي تسبب بها موقف فرنجية عقب زيارته عون وتكريسه معادلة «نؤيّد طاولة الحوار ولا نحضرها»، فقد كانت اوساط قصر بعبدا ترصد جملة من المعطيات التي يمكن ان تؤدي الى تأجيل فكرة طاولة الحوار الى موعد آخر ما لم يقدم رئيس الجمهورية على إلغائها نهائيا.وعليه فقد اكدت هذه المصادر لـ»الجمهورية» ان عون يرغب من خلال لقاءات الأمس واليوم الاستماع الى القيادات السياسية على خلفية رفضه معادلة «اسمع مني ولا تسمع عني»، وقد أنهى يومه الاول من المشاورات ويستكملها اليوم. وقالت انه سينتهي مساء اليوم او نهار غد الى الاعلان عن الخطوات اللاحقة، وربما سيعلن صرف النظر عن الفكرة نهائيا او تأجيلها الى موعد لاحق في حال طرأت معطيات جديدة قد تقود الى هذه المحطة الجديدة.أفادت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن رئيس الجمهورية ميشال عون الذي باشر امس لقاءاته مع رؤساء الكتل النيابية بشأن دعوته للحوار توجه بسؤال موحد إلى كل من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان ورئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية حول رغبتهم في المشاركة في الحوار وقالت المصادر إن الرئيس عون استوضحهم بشأن ما إذا كانت لديهم أفكار معينة يودون إضافتها وعلمت «اللواء» أن بعضهم تحدث عن كيفية لجم الارتفاع الجنوني لسعر الدولار.وفي المعلومات أن رئيس الجمهورية اسهب في شرح الموقف من اللامركزية الإدارية والمالية الموسعة والتي تعني وفق النقاط المعروفة توافر البعد الإنمائي وليس السياسي، مشيرا إلى صلاحيات السلطة المركزية بشأن الأمور التربوية والمالية والثقافية وأورد مثال البلديات.واليوم عصراً يلتقي رئيس الجمهورية وفد اللقاء التشاوري ورئيس حزب الطاشناق النائب اغوب بقرادونيان ورئيس تكتل لبنان القوي النائب جبران باسيل.وعُلم أنه في نتيجة لقاءاته سيجري تقييما لما سمعه. وفُهم من المصادر أنه لا يمكن استباق أي أمر بشأن إجراء الحوار أو عدمه قبل هذا التقييم.كذلك عُلم أن رئيس الحزب الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط لم يتواصل مجددا مع بعبدا بعدما تردد أنه اعتذر عن الحضور إلى قصر بعبدا لأسباب صحية

المصدر:  

لمتابعة الأخبار والأحداث عبر مجموعاتنا على واتساب: