ستشهد الساعات المقبلة تكثيفاً للقاءات والاتصالات من جانب الرئيس المكلف بحيث سيعقد اجتماعاً مع رؤساء الحكومات السابقين لوضعهم في مروحة خياراته وتحديد خريطة طريق المرحلة المقبلة، وسط ترقب للخطوة التي سيقدم عليها الحريري في حال حسم خياره بالاعتذار، لا سيما وأنّ المصادر عينها ما زالت، وبخلاف ما تردد إعلامياً أمس، تستبعد أن يقدّم أي مسودة حكومية جديدة “تخضع لمزاجية” رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل.
وبإنتظار الموقف المرتقب للرئيس الحريري حول تشكيل الحكومة او التمهيد للإعتذار في الوقت الذي يراه مناسبا، عقد امس لقاء بينه وبين الرئيس نبيه بري، وجرى التداول في الموضوع، وسط إصرار بري على عدم الاعتذار، لكن ترددت معلومات انه في حال إصرار الحريري على الاعتذار طلب بري منه تزكية شخصية اخرى تحظى بغطاء سني سياسي وطائفي.
وأكد بري لـ”نداء الوطن” أنّ مبادرته لا تزال مستمرة وأنه سبق أن قدّم ثلاث مبادرات قبلها، قائلاً: “ما حدا يحط الموضوع كله عندي”، وأردف: “كان بدهم تشكيلة من 18 وزيراً فرفعناها إلى 24 وطرحنا الحلول لعقدة وزارة الداخلية، واليوم لم يعد بالإمكان الإبقاء على المراوحة ولا بد من تشكيل حكومة أو طرح أفكار جديدة”، مشيراً في ما يتصل بموقفه من مسألة اعتذار الرئيس المكلف سعد الحريري إلى أنّ الأمور تحتاج إلى التأني والتبصّر وقال: “مش هيك بتصير القصة، إذا بدو يعتذر لازم نشوف على أي أساس”.
وفي هذا السياق، علمت “الأخبار” أن هناك احتمالاً بأن يتوجه الحريري إلى قصر بعبدا، الجمعة المقبل، حاملاً تشكيلة حكومية لا تراعي الشروط التي وضعها رئيس الجمهورية ميشال عون، ما يؤدي إلى رفضها، وبالتالي رفض الرئيس المكلف المضيّ في مهمته، والاعتذار بأقل الخسائر الممكنة، وعدم الظهور بمظهر الخاسر أمام باسيل، على أن يتوافق مع بري حول رئيس الحكومة الذي سيُكلّف بعده. وفي هذا الإطار، عادت أسهم السفير اللبناني في ألمانيا مصطفى أديب إلى الارتفاع. ومع أن أديب يؤكد لكل من يتواصل معه أنه لن يكرر خطأ العام الماضي، ولن يعود الى الساحة اللبنانية ما لم يكن تأليف الحكومة محسوماً قبل التكليف، فإن الخشية كبيرة من أن يتم التوافق على اسم شخصية، سواء كانت أديب أم غيره، تحمل الشروط الحريرية نفسها، مع ما يعنيه ذلك من استمرار التعطيل للعهد وعرقلة كل ما من شأنه العمل على مواجهة الأزمات المتفاقمة التي تعصف بالبلد.
