مع وصول السفير القطري الجديد اليوم إلى بيروت لمزاولة مهامه الديبلوماسية، بدأ السفيران السعودي والكويتي، وليد بخاري وعبد العال القناعي، عملية تزخيم مفاعيل العودة الخليجية إلى لبنان من خلال تفعيل نشاطهما الديبلوماسي على الساحة اللبنانية، في حين ستتجه الأنظار إلى مائدة الإفطار الجامعة للقوى الوطنية والسيادية التي سيقيمها بخاري في دارة السفارة، والتي دعا إليها أمس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، عبر اتصال هاتفي أجراه معه مثمناً “جهوده في سبيل حماية لبنان في هذا الظرف الصعب واعادة العلاقات اللبنانية – السعودية الى طبيعتها”. وتزامناً، لفت أمس تلقي ميقاتي اتصالاً هاتفياً من وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح “جرى خلاله عرض الاوضاع اللبنانية والعلاقات بين لبنان ودول الخليج العربي، في ضوء التطورات الايجابية التي سجلت أخيراً”، بحيث أكد الصباح على أنّ “دول الخليج تتطلع إلى استقرار لبنان وأمنه واستعادة عافيته”، مشيراً إلى أنّ “الكويت لن تدّخر أي جهد لدعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد”.
واعتبرت اوساط سياسية لـ”البناء” ان عودة البخاري من شأنها ان تعيد خلط الاوراق الانتخابية لا سيما في دائرة بيروت الثانية.
وحسب معلومات “اللواء” فان السفير البخاري سيقيم افطارات عدة بدءا من اليوم الاثنين، وقد وجهت الدعوة لافطار اليوم اضافة إلى ميقاتي، إلى الرئيس تمام سلام وشخصيات اخرى ورؤساء الجمهوريات والحكومة ومجلس النواب السابقين.
مصادر على صلة وثيقة بالسعوديين أكدت أن “عودة السفير انتخابية بامتياز”، وأن “القطيعة مع العهد ورئيس الجمهورية مستمرة، فيما المصالحة هي مع خصومه وخصوم حزب الله”. وقالت المصادر إنه “ليس من الضرورة أن تُعلن المملكة موقفاً من الانتخابات، لكن الشخصيات التي ستحدّد لها مواعيد في السفارة ستشكل مؤشراً للوجهة السعودية”.
مصادر حكومية أشارت عبر “الأنباء” الالكترونية الى أن “الحكومة بذلت ما بوسعها لإعادة تصويب هذه العلاقات، من خلال ردها على الأسئلة التي نقلها الى المسؤولين اللبنانيين وزير الخارجية الكويتي والتي حازت على موافقة وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي في اجتماعه الأخير، ومن ثم إصداره توصية بإعادة العلاقات مع لبنان الى طبيعتها”.
أوساط دار الفتوى أعربت في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية عن ارتياحها لعودة السفيرين السعودي والكويتي الى لبنان، وأملت أن “تكون مقدمة لعودة جميع السفراء العرب الى لبنان وتعود العلاقات كما كانت في كل الحقبات الماضية، وأن يعود الأشقاء العرب الى بلدهم الثاني لبنان في أقرب وقت”، ونقلت أوساط دار الفتوى عن السفير البخاري ارتياحه لعودته الى لبنان واستعداد السعودية بالاتفاق مع الحكومة الفرنسية على تقديم المساعدات الإنسانية للبنانيين والضغط لحصول لبنان على المساعدات المطلوبة من صندوق النقد الدولي. وقالت المصادر نفسها إن “البخاري أكد أمامهم عدم تدخل المملكة السعودية في الانتخابات النيابية لا من قريب ولا من بعيد انطلاقا من مبدأ عدم تدخلها في الشؤون الداخلية لأي دولة”.