مع إنهاء آخر جولات الانتخابات التمهيدية للانتخابات المركزية بعد غد الاحد باجراء انتخابات الموظفين امس، ستكون الساعات المقبلة الفاصلة عن سريان الصمت الانتخابي بعد منتصف ليل الجمعة، حافلة بالدفعة الأخيرة من الحملات والمهرجانات والمواقف الإعلامية التي يبدو ان معظم القيادات السياسية والحزبية ستنتهز فرصتها لتحفيز التعبئة الانتخابية في قواعدها الى الذروة.
شكّلت جولة إقتراع الموظّفين المولجين بإدارة العملية الانتخابية “نقزة” لدى المراقبين ربطاً بما رصدته جمعية “LADE” من مخالفات وعدم إلمام بكيفية سير آلية الاقتراع وتطبيق القانون الانتخابي، فما كان من وزير الداخلية إلا أن وعد بتكثيف عمليات تدريب رؤساء الأقلام خلال اليومين المقبلين بغية “عدم تكرار الأخطاء التي حصلت” أمس. في حين من المرتقب أن تشهد مراكز الأمن العام إقبالاً متزايداً بدءاً من اليوم وحتى الأحد لتجديد جوازات سفر الناخبين المنتهية الصلاحية في سبيل استخدامها في عملية الانتخاب مقابل بدل مالي قدره 200 ألف ليرة بموجب المرسوم الذي أقره مجلس الوزراء خلال جلسة قصر بعبدا أمس.أما في الميدان الانتخابي، فلفتت إثارة رئيس الجمهورية ميشال عون خلال جلسة مجلس الوزراء مسألة الرشى الانتخابية طالباً من وزراء العدل والدفاع والداخلية التشديد على ضرورة “ضبط الراشي والمرتشي” خلال فترة الانتخابات، وتكليف “أجهزة المخابرات في القوى العسكرية والأمنية المساعدة في هذا الأمر خصوصاً بعد توافر المعلومات عن حصول صرف أموال بطريقة غير شرعية”، الأمر الذي رأت فيه مصادر معارضة “سياقاً رئاسياً متقاطعاً مع حملة الاتهامات الممنهجة التي يشنها رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ضد خصومه على الساحة المسيحية، استباقاً لنتائج الانتخابات بشكل يعبّد الطريق سلفاً أمام تقديم الطعون بهذه النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع في حال كرست تراجع شعبية “التيار” تحت حجة المال الانتخابي”.
في هذا الوقت، تتجه الأنظار الى الاحد المقبل موعد المرحلة الثالثة والأخيرة من الاستحقاق الانتخابي، وسط ارتفاع حدة الخطابات الطائفية والمذهبية والسجالات الحزبية والسياسية رغم فترة الصمت الانتخابي، بهدف استنفار العصبيات وشحذ همم الناخبين وجذبهم الى أقلام الاقتراع في الساعات الأخيرة الفاصلة عن 15 أيار.
ولا يقتصر الرهان على تبدُّل أو عدم تبدُّل في اجسام الرئاسات والمؤسسات الدستورية، بل في المنحى التغييري للسياسات والتوجهات والأدوات والأدوار، بعد «الأحد الكبير» الذي يحمل في طيّاته غرائب تحالفية وانتخابية، وعجائب في التمثيل، ايا كانت نسب الاقتراع، وطبيعة التكتلات المقبلة في مجلس 2022.
